فوت وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق أرضا تابعة للأحباس بمراكش مساحتها 283 هكتارا بثمن لا يزيد عن 120 درهما للمتر مربع. وفوت وزير المالية فتح الله ولعلو أرضا تابعة لإدارة الأملاك المخزنية بمراكش للضحى دائما، مساحتها 130 هكتارا بثمن لا يزيد عن 560 درهما للمتر. وباع مصطفى الباكوري لنفس الشركة 309 هكتارات بمراكش (138 هكتارا بثمن 117 درهما، 156 هكتارا ب117 درهما، و15 هكتارا ب50 درهما للمتر المربع). 782 هكتارا فوق أراضي مراكش عاصمة المضاربات والبزنس العقاري، كلفت أنس الصفريوي 35.3 مليار سنتيم، فيما يتحدث خبراء عن فرق سعر بين الثمن الحقيقي والثمن الذي فوتت به الأرض يصل إلى 495 مليار سنتيم.. مبلغ ضخم ضاعت فيه ميزانية الدولة... كيف ذلك؟ «المساء» تتبعت خيوط هذه الصفقات الضخمة في مراكش بين سجلات المحافظة العقارية وكواليس بورصة المضاربات في العقار بمراكش وخرجت بالتحقيق التالي... - فوت وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية 283 هكتارا من أراضي الأحباس لمجموعة الضحى التي ستقيم فوقها مشروع «باراديزغولف» بثمن رمزي قدره 120 درهما (انظر عقد البيع الموقع من طرف ناظر الأوقاف بمراكش عبد العزيز العزيزي في يوليوز 2006)، الأرض تقع في منطقة النخيل التي تعرف انفجارا هائلا في الأسعار. «المساء» اتصلت بخبراء في ثمن الأرض، وأجمع جلهم على أن القيمة الحقيقية للأرض هناك لا تقل عن 400 درهم، أي بفارق وصل إلى 79.3 مليار سنتيم ضاعت على وزارة الأوقاف. أكثر من هذا، تم تفويت أرض الأحباس دون «دلالة»، أي دون مرور الصفقة عبر مسطرة طلب العروض التي تشارك فيها أكثر من شركة، مما يساعد على رفع الثمن عبر المنافسة... اتصلنا بوزير الأوقاف لمعرفة تعليقه على هذه النقطة فرفض الإجابة بعدما وعدنا المكلف بالاتصال لديه خيرا. ورغم أننا شرحنا له حساسية الموضوع، فإنه لم يستجب، واتصلنا بأنس الصفريوي ليقدم رأيه حول هذا «الاستئثار» الذي انفردت به شركته دون غيرها، ففضل بعث جواب مكتوب عن مشاريع أخرى في مراكش ليس بينها أرض الأوقاف. ثم طرقنا هاتف ميلود الشعبي الذي يقود مبادرة تشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق حول هذا الملف فقال: «الثمن الحقيقي لهذه الأرض لا يقل عن 450 إلى 500 درهم، ولا أدري كيف فوتت هذه الأرض دون مناقصة كما فعلت الأوقاف في مشاريع أخرى شاركت فيها مجموعتنا وشركات أخرى...» وأضاف الشعبي «إن أرض الأحباس موضوع خطير وحساس، ولهذا وجب على المسؤولين تحمل مسؤوليتهم أمام الله والوطن في هذا الموضوع». - باع وزير المالية فتح الله ولعلو يوم 21 شتنبر 2007، أي بعد الإعلان عن الانتخابات ب14 يوما، 130 هكتارا في مراكش في منطقة استراتيجية بشارع محمد السادس بثمن لا يزيد عن 560 درهما للمتر المربع لإقامة مشاريع فيلات راقية وعمارات ومركز تجاري ضخم في نفس الشارع تبلغ مساحته 60 ألف متر مربع (انظر وثيقة بيع الأرض موقعة باسم فتح الله ولعلو في الإطار). السعر الحقيقي لهذه الأرض، حسب الثمن الرائج وقت البيع هناك، لا يقل عن 4000 إلى 5000 درهم، تقول مصادرنا، أي أن الفرق بين ما دفعته الضحى لشراء هذه الأرض وما كان يجب أن يدخل إلى خزينة الدولة هو ما بين 316 مليار سنتيم و446 مليار سنتيم... أكثر من هذا، الضحى اشترت الأرض برسالة، وولعلو باع برسالة بدون طلب عروض ولا مناقصة، وهو ما يجعل الثمن مشكوكا فيه، حسب الشعبي وغيره من المنافسين لإمبراطورية الصفريوي العقارية، أما هذا الأخير فيقول في رده على الموضوع: «مشروع «إيفرناج كولف» سيكلفنا مبالغ طائلة في التهيئة والتجهيز وتكلفة ملعب الكولف». - المشروع الثالث في نفس مدينة النخيل، التي تحولت إلى عاصمة المضاربات العقارية، حيث باع صندوق الإيداع والتدبير التابع للدولة 309 هكتارات بثمن يتراوح بين 117 درهما للمتر المربع و50 درهما للمتر المربع، في حين كان صندوق الإيداع قد اشترى 136 هكتارا من مجموع الأراضي التي باعها للضحى من الأملاك المخزنية التابعة لوزارة المالية ب75 درهما للمتر المربع وباعها ب117 درهما للضحى! فرق السعر مرة أخرى يطل برأسه من فوق الأرقام... في المشروع الأول المسمى زهور تاركة، الواقع على مساحة 138 هكتارا، السعر الحقيقي هو 500 درهم وليس 117 درهما، وفارق السعر هنا هو 53.2 مليار سنتيم. في المشروع الثاني «أبواب مراكش»، الواقع على مساحة 156 هكتارا، فارق السعر هو 60 مليارا. وفي المشروع الثالث «برج الزيتون»، الواقع على مساحة 15 هكتارا، فارق السعر هو 7 مليارات سنتيم، المجموع هو: 120 مليار سنتيم كان يمكن أن تذهب إلى إدارة الأملاك المخزنية التي باعت الأرض بثمن بخس لصندوق الإيداع والتدبير... لكنها أخذت وجهة أخرى!