غدا الجمعة على الساعة الرابعة مساء، سيتم افتتاح المؤتمر الثامن للاتحاد الاشتراكي بمركب مولاي رشيد ببوزنيقة، بعد مخاض عسير عاشه الحزب منذ انتخابات 7 شتنبر، ورغم أن الخطوط العريضة لجدول أعمال المؤتمر معروفة مسبقا، حيث تنحصر في مناقشة التقرير السياسي والمصادقة على أوراق المؤتمر وانتخاب الأجهزة، فإن تفاصيل أخرى ربما لن تتضح إلا خلال بداية أشغال المؤتمر. ومن المنتظر أن يحضر 1365 عضوا مؤتمرا، حرصت اللجنة التحضيرية على أن يحملوا بادجات تحمل صورا لهم لتأمين دخول المندوبين فقط، وقال محمد بن يحي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إنه لأول مرة سيتم احترام عدد المؤتمرين، مضيفا أن «المؤتمرات السابقة كان يتم خلالها تجاوز العدد المقرر، حيث ينتقل من 1000 إلى 3000». وسينكب المؤتمرون، بمجرد دخولهم قاعة المؤتمر، على اختيار رئاسة المؤتمر، حيث من المنتظر أن تقترح اللجنة التحضيرية شخصية اتحادية لتسيير المؤتمر لتتم المصادقة عليها، أو قد يعمد المؤتمر إلى انتخاب شخصية أخرى خارج اقتراحات اللجنة. ومباشرة بعد التعرف على رئاسة المؤتمر، سيتقدم المرشحون بلوائحهم، حيث من المنتظر أن يتم تعميم هذه اللوائح مرفوقة بتعهدات أصحابها إلى المؤتمرين للتعرف على الأسماء الواردة فيها والأفكار التي تدافع عنها. وحسب بن يحي، فإنه سيكون من حق أصحاب اللوائح أن يخوضوا حملات التعبئة لإقناع المؤتمرين بالتصويت عليهم. وسيتم افتتاح المؤتمر بتقرير لأعضاء المكتب السياسي، ولا يعرف ما إذا كانت القيادة الجماعية ستتولى تقديم تقرير عن فترة تسييرها للحزب، على أن يقدم محمد اليازغي، الكاتب الأول المستقيل، تقريره عن الفترة التي أشرف فيها على التسيير قبل استقالته، أم إن المكتب السياسي سيقدم تقريرا موحدا. وستخصص الفترة الزوالية ليوم الجمعة لتلاوة التقرير بحضور عدد من الوفود الأجنبية، منها ممثل عن الحزب الاشتراكي الفرنسي وممثلون عن أحزاب جزائرية وموريتانية، وضيوف آخرون. وفي اليوم الموالي من المنتظر أن تطرح إشكالية انتخاب الكاتب الأول والمكتب السياسي، حيث يعتبر البعض أن هذه النقطة تتعلق بالقانون الأساسي للحزب، والذي لا يمكن أن يغيره إلا المؤتمر. وكان المجلس الوطني الأخير للاتحاد صادق على انتخاب الكاتب الأول من المؤتمر، وبالتالي فإنه من غير المستبعد طرح هذه القضية للمصادقة في الجلسات الأولى. وبعد ذلك ستتواصل مناقشة التقرير السياسي، وفي نفس الوقت سيتم تشكيل لجان لمناقشة الأوراق المقدمة للمؤتمر، كما سيتم البدء في انتخاب الأجهزة المسيرة للحزب، من مجلس وطني ولوائح، حيث ستحظى اللائحة التي ستفوز بأكبر عدد من الأصوات ب51 في المائة من عدد مقاعد المكتب السياسي، وسيكون رأس اللائحة هو الكاتب الأول للاتحاد، أما اللوائح الأخرى فيمكن تمثيلها في المكتب السياسي شريطة توفرها على عتبة 15 من أصوات المؤتمرين. وإلى حد الساعة، لم يطرأ أي جديد بخصوص اللوائح المرشحة والتي تنحصر في ثلاثة، يتزعم كلا منها عبد الواحد الراضي، فتح الله ولعلو وحبيب المالكي.