تعيش مدرسة «رابعة العدوية» الابتدائية بطنجة، على وقع مشاكل عديدة بسبب قربها من السوق المركزي الذي يوجد بالحي الجديد بطنجة، المعروف ب«كاسبراطا»، حيث لا يبعد إلا بأمتار قليلة عن المؤسسة التعليمية. ويعمد الباعة، غير المرخص لهم قانونيا بالبيع وعرض سلعهم داخل السوق المذكور، إلى احتلال الشارع الذي يمر أمام هذه المدرسة، وخلق سوق عشوائي غير مرخص له في شارع عام وأمام مؤسسة تعليمية عمومية. ونتج عن هذا الوضع مشهد صعب سواء بالنسبة للتلاميذ الذين يجدون صعوبة في التنقل وعبور هذا الشارع وما يصاحب هذه الصعوبة من تدافع بينهم، الشيء الذي يؤدي أحيانا إلى صراعات بينية بسبب الازدحام الذي يفرضه الباعة بسلعهم المعروضة على رصيف المؤسسة وعلى طول الشارع، أو بالنسبة للسيارات التي تجد صعوبة في المرور من هذا الشارع، بل يمكن القول عن الشارع إنه أصبح شبه ممنوع على السيارات، خصوصا يومي الخميس والأحد، بالإضافة إلى الضجيج الذي يحدثه الباعة بصراخهم المتعالي في استعراض سلعهم المتنوعة على مسامع الناس، مما يضيف مشكلة أخرى للتلاميذ أثناء الحصص التعليمية. ويقول آباء وأولياء التلاميذ إنه من الصعب على هؤلاء التلاميذ الصغار التركيز في دراستهم، خاصة الأقسام المحاذية للشارع، وهذا ما جاء أيضا على لسان العديد من التلاميذ، الذين صرحوا بأنهم يجدون صعوبة في إتمام حصصهم الدراسية بسبب الضجة التي يحدثها الباعة بصراخهم المتواصل، خاصة، عندما يقوم رجال الأمن بجولة تمشيطية في هذا الشارع في محاولة للقضاء على هذا المشهد الذي يضر بالمدرسة وبالشارع العام، من خلال مصادرة سلع هؤلاء الباعة بدعوى عدم قانونية عملهم، وما تحدثه هذه العملية من جلبة وضجيج أمام المدرسة. إلا أن هذا الأمر أصبح كلعبة القط والفأر بين أفراد الأمن والقوات المساعدة والباعة، لأنه ما إن يغيب رجال الأمن حتى يعود الباعة مجددا إلى استغلال الشارع، وبذلك يعود الأمر كما كان عليه كأن شيئا لم يحدث، وهذا ما يدل أيضا على أن لعبة القط والفأر هاته فيها مصلحة للطرفين، حيث إن الإتاوات لا تغيب أبدا عن هذه الحرب اليومية المفتوحة. لكن معاناة التلاميذ بمدرسة رابعة العدوية تتجلى بشكل أكبر في صورة الممارسات العدائية التي يقوم بها بعض الباعة الذين يعمدون إلى رمي بقايا السلع الفاسدة، خاصة الخضر كالطماطم والبطاطس والبصل وغيرها داخل ساحة المدرسة، خصوصا عندما يأخذ التلاميذ استراحتهم داخل ساحة المؤسسة التعليمية. ويقول أحد التلاميذ إن هؤلاء الباعة يستهدفون تلاميذ هذه المدرسة بعدوانية واضحة دون إبداء أي احترام لهم ولما قد تحدثه هذه الممارسات من أضرار وانعكاسات على نفسيتهم وشخصيتهم.