ينحدر المغاربة السبعة، الذين قالت وزارة الداخلية إنه تم توقيفهم مؤخرا ضمن شبكة إرهابية يتزعمها مواطن أجنبي يحمل الجنسية الفلسطينية، من مدن أكادير وبني ملال والدارالبيضاء وأزيلال. ووفقا لمصادر مطلعة، فإن الفسلطيني، الذي نسبت إليه وزارة الداخلية زعامته لهذه الخلية، كان ينتمي إلى تنظيم الجهاد الإسلامي وانشق عنه رفقة ثلاثة فلسطينيين آخرين استطاعوا إقامة علاقة مع مغاربة متشبعين بأفكار التيار السلفي الجهادي، وهم يشتغلون كباعة متجولين باستثناء واحد منهم لازال يتابع دراسته ببني ملال. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن الفلسطينيين الأربعة، الذين يتزعمهم شخص كان يتخذ من اسم الشاعر العربي الكبير محمود درويش اسما حركيا له، تربطهم صلة بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن، وقد كلفوا من طرف هذا الأخير بالقيام بعملية نوعية في المغرب، تتمثل بالدرجة الأولى في تنفيذ اغتيالات واسعة في صفوف مغاربة من ديانة يهودية وعدد من الرموز السياسية المغربية التي تدعم التطبيع مع إسرائيل. ووفقا للرواية الأمنية، فإن الفلسطينيين الأربعة لم يكتفوا بالتأطير عن بعد لهؤلاء المغاربة، بل عمدوا إلى الانتقال إلى المغرب اعتمادا على جوازات سفر مزورة، وهو ما تم رصده من قبل المصالح الأمنية المختصة بمطار محمد الخامس، ورغم ذلك تم تسهيل دخولهم إلى المغرب، حيث كلفت فرقة أمنية خاصة بتتبع خطواتهم، وتم إخضاعهم لمراقبة لصيقة على مدى أزيد من ثلاثة أشهر، وتأكدت علاقتهم بالمغاربة السبعة الموقوفين. عملية رصد الفلسطينيين الأربعة شملت أيضا الجولات الاستطلاعية التي قاموا بها لعدد من مناطق المغرب، وذلك قصد التعرف على طبيعة المجال الجغرافي المغربي وتسهيل عملية الفرار بعد القيام بالعمليات التي كانوا يودون القيام بها. من جهة أخرى، كشفت المصادر ذاتها أن عملية الاعتقالات الأخيرة، التي استهدفت بعض المتشبه في انتمائهم إلى التيارات السلفية الجهادية بعدد من المدن المغربية والتي يشرف عليها المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، طالت أيضا أحد المبحوث عنهم منذ أحداث 16 ماي التي هزت مدينة الدارالبيضاء سنة 2003، ويتعلق الأمر بشخص كان يعتبر من المساعدين لسعد الحسيني وينحدر من حي سيدي معروف بالدارالبيضاء، والذي بقي اختفاؤه طيلة السنوات الأخيرة لغزا محيرا للأجهزة الأمنية، خاصة بعد اعتقال سعد الحسيني الذي ظل الرقم الأساسي في معادلة تفجيرات 16 ماي.