تم إيداع أعضاء الخلية الجديدة، التي تطلق على نفسها «جماعة المرابطين الجدد»، المكونة من 8 أفراد، السجن المحلي بسلا في إطار الاعتقال الاحتياطي أول أمس الأربعاء، بعد أن استمع إليهم القاضي الشنتوف المكلف بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا الذي واجه المشتبه بهم بالتهم التي سبق أن وجهتها لهم النيابة العامة بذات المحكمة، تتعلق ب«تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية لها علاقة بمشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف والانضمام لجمعية محظورة وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق». ووفقا لمصادر مطلعة فإن المعتقلين الثمانية، الذين ينحدرون من مدن العيون وبوجدور ومراكش وأكادير وبني ملال، الرابط بينهم أنهم كانوا طلبة تعرفوا على بعضهم البعض داخل الأحياء الجامعية التي كانوا يقطنون بها والبعض منهم أتم تعلميه الجامعي ورجعوا إلى المدن التي ينحدرون منها، لكن العلاقة التي كانت تربطهم فيما يخص الأفكار التي صاروا يتبنونها والمتعلقة بالفكر السلفي الجهادي ستتوطد عن طريق تقنية التواصل عبر شبكة الانترنت حيث كانوا يلجون المنتديات الجهادية التي تتحدث عن تأسيس الدولة الإسلامية. ويعود اسم التسمية للخلية التي أطلقوا عليها جماعة المرابطين الجدد إلى اسم مدونة أسسها شخص ينحدر من موريتانيا تحمل الاسم ذاته، حيث تتيح هذه المدونة التعليق على عدد من الموضوعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وما يعرفه العالم الإسلامي كما تحدد هذه المدونة أهداف وطبيعة هذا التنظيم الذي يراد له أن لا يقتصر وجوده على دولة معينة. وتحدد طبيعة التنظيم، الذي ينشط عبر شبكة الأنترنت، في أن «تكون كلمة الله هي العليا وشرعه هو الأعلى، وأمته هي الأعز» كما ترسم هذه المدونة معالم طريق هذا التنظيم في ما يصفونه «نصرة الله ورسوله، ولنبلغ في الآخرة جنته ورضوانه ومغفرته، نحن مسلمون، هويتنا الإسلام، ودعوتنا الإسلام، وشعارنا الإسلام، إذا أردنا العزّة في الدنيا والنجاة في الآخرة». وتنتقد الكلمة التقديمية التي تعرف بطبيعة مؤسس هذه المدونة ما يعتبرونه «مظاهر الانحلال الخلقي وكثرة العري والسفور وتمزق الأمة». ومما ورد في هذه المدونة العبارات التالية «فترى الفتاة في ملابس أقرب إلى العري، ملابس كاشفة غير ساترة، تسير مع امرأة محجبة ولو بنسبة قليلة أو كثيرة. وترى الرجل الذي يصلي ويصوم له أصحاب متفلتون من كل أسباب الالتزام، وهو لا يدعوهم إلى الإسلام! وترى المسلم يهجر المسلم، ويتعاون مع الشيوعي أو أشكال أخرى من الفكر اليساري. وترى المسلم الداعية يهجر الدعوة إلى الإسلام في مؤتمرات إسلامية ويدعو إلى العلمانيّة بصورة واضحة جليّة، أو يدعو إلى الديمقراطية، أو إلى غيرها. الديمقراطية التي أدارت المجازر للمسلمين، والتي أذلتهم، واحتلت ديارهم، وطردتهم منها لاجئين، هذه الديمقراطية المجرمة يقيم لها بعضهم مهرجانات وأعراساً». ووفقا للمعطيات التي كشف عنها عدد من الأشخاص الذين تم التحقيق معهم في إطار تفكيك مصالح الأمن لعناصر هذه الخلية، الشهر الماضي، فإن أسئلة المحققين تركزت أساسا حول انتمائهم الديني والسياسي وحول مدى إيمانهم بالجهاد ونصرة المظلومين.