أظهرت دراسات طبية أجريت في أوربا ارتفاع معدلات الأزمات القلبية خلال فترة المونديال، خصوصاً في الدول التي تخوض المنافسات كألمانيا وإنجلترا وفرنسا، وحذرت هذه الدراسات جمهور المونديال الحالي من أنهم معرضون للإصابة بأزمات قلبية أكثر من غيرهم، ونصحتهم بعدم تشجيع منتخباتهم بحماسة زائدة، إذ إن الانفعال الزائد مع هذه المقابلات قد يعرضهم لأزمات قلبية. ودفعت هذه الدراسات إلى استنتاج خلاصة مفادها أن نهائيات كأس العالم مضرة بالصحة، بسبب حالات العصبية والتشنج والتوتر التي ترافق مباريات كأس العالم، والتي لا تمر بسلام لدى بعض المشجعين خصوصاً أصحاب القلوب الضعيفة. وذكرت إحصائيات سابقة أجريت في مونديال «فرنسا 98» ارتفاع معدل الأزمات القلبية بنسبة 25% في إنكلترا ولا سيما أثناء مباراة منتخبي إنكلترا والأرجنتين حين تعرض المنتخب الإنكليزي لخسارة مؤلمة بضربات الترجيح 3-4 بعد التعادل 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي. وأجمعت مجموعة من الآراء الطبية على أن الإفراط في الضغط والانفعال قد يعرض المشجعين إلى وفاة مفاجئة، ونصحت الجماهير بعدم الإفراط في الانفعال أثناء مشاهدتها للمباريات، مشيرة إلى أن الروح الرياضية هي الإيمان ب»ألا يخسر الإنسان حياته من أجل الكرة».. ولاحظت دراسة سويسرية أن معدل الوفيات بأزمات قلبية يرتفع بشكل ملحوظ خلال كأس العالم. وقدمت دليلاً على ذلك وهو تزايد عدد المتوفين بأزمات قلبية بنسبة 77في المائة لدى الرجال و33في المائة لدى النساء، ما بين عامي 2001 و2002 حين كانت تجري نهائيات مونديال كوريا واليابان. وطلبت نفس الدراسة من مرضى القلب الحذر لدى مشاهدتهم كأس العالم الحالية في جنوب إفريقيا. مبينة أنه بالمقابل فإن النتائج الإيجابية قادرة على خفض معدل الإصابة بأزمات قلبية، موضحة أن الدليل على ذلك هو انخفاض عدد الأزمات القلبية لدى الفرنسيين في مونديال 98 حين توج «منتخب الديكة» بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه. ومن جانب آخر رأى أستاذ في علوم الدماغ والنفس أن المشجعين الرياضيين الذين يشعرون بعلاقة قوية تربطهم بفريق كرة قدم معين ويواظبون على حضور أو مشاهدة المباريات التي يخوضها تتعزز صحتهم النفسية بشكل كبير لأن ذلك يخلق جواً من التواصل الاجتماعي بينهم وبين الآخرين. وقال الدكتور إدوارد هيرت من جامعة إنديانا لموقع «هلث دي نيوز» إن «مشاركتنا الولاء ذاته مع الآخرين يجمعنا بهم بطريقة معينة، وبإمكاننا التواصل مع الآخرين الذين يدعمون فريقنا وهذا يعزز روحية الرفاق التي تسمو على النفس». ويشاطر المحلل المالي مونتي رودريغوس من نيو هامشاير هيرت الرأي ذاته؛ إذ تبين له أن المشجعين الرياضيين لا يميلون للتواصل مع الغير فحسب بل وحتى التبرع بالمال للجمعيات الخيرية. وحضر رودريغوس المباراة التي جرت يوم السبت الماضي بين فريقي الكرة الأمريكي والبريطاني وكانت نتيجتها التعادل. وأضاف «كان المشجعون يغنون ويقرعون الطبول ويقفزون في الهواء وهذا يجعلك تشعر كأنك واحد منهم ( أعضاء فريق كرة القدم)». وقال:«التقيت بالكثير من الأصدقاء لكوني من المشجعين الرياضيين لفريق كرة القدم»، مضيفاً أن ذلك «كان في كثير من الأحيان مناسبة لنسج عرى الصداقة مع الآخرين والتواصل معهم».