أمام صورة كبيرة للراحل عبد الرحيم بوعبيد، في المقر المركزي للاتحاد الاشتراكي بالرباط، اختار الحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، إعلان ترشيحه رسميا لقيادة الاتحاد، واضعا حدا لما شاع عن تردده في الترشيح منذ أن أعلن قبل أسبوعين ل«المساء» أنه يستعد للتقدم بلائحة لقيادة الحزب. المالكي أحال، خلال ندوة صحافية أول أمس، أكثر من مرة على تجربة عبد الرحيم بوعبيد، الذي وصفه ب«رجل المسافات»، وأعطى إشارات «مغازلة» قوية للنساء الاتحاديات من خلال دعوته إلى اعتماد المناصفة بين الرجال والنساء في مؤسسات الحزب، حيث قال: «لابد من اعتماد مخطط في الحزب يحقق المناصفة بين الرجل والمرأة في أفق 2015». أما بخصوص المؤتمر التاسع، فدعا المالكي إلى اعتماد كوطا بالثلث للنساء، أو 30 في المائة بدل 20 في المائة التي حددت للنساء الاتحاديات في المكتب السياسي. وعن سبب تأخره في إعلان ترشحه قال: «لقد التزمت بالابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤثر سلبا على التحضير للمؤتمر، ولم أعلن ترشيحي إلا بعد انتهاء أشغال المجلس الوطني»، ووصف ترشيح كل من عبد الواحد الراضي وفتح الله ولعلو بأنه «هرولة»، وقال: «لم أشارك في الهرولة نحو إعلان الترشيحات التي أثرت سلبا على التحضير للمؤتمر». وحذر المالكي من أن «نهج أسلوب الأمر الواقع ليس أمرا مثمرا ولا قادرا على التأسيس السليم لتقاليد جديدة في الحزب». ولخص المالكي برنامجه في أن ترشيحه «وحدوي» ومبني على «الوضوح» و«منطق الحقيقة»، وقال إنه في حال انتخابه كاتبا أول فإنه يلتزم بأن يجند كافة الوسائل ليكون الاتحاد الاشتراكي في المرتبة الأولى، وأن هذا سيبدأ مع الانتخابات الجماعية سنة 2009، كما وعد ب«غزو اتحادي جديد لكل القطاعات التي تخلى عنها الحزب» ووعد ب«تنظيم التيارات داخل الحزب لتدبير الاختلاف في إطار الوحدة الفكرية»، والتزم بما وصفه ب«ضمان السيادة الحزبية»، أي الاستقلالية في تدبير الخط السياسي للحزب بعيدا عن أي تدخلات، حسب قوله. وحدد المالكي مواقفه من عدد من القضايا السياسية، منها قضية الإصلاح السياسي، والمشاركة في الحكومة، وحركة فؤاد عالي الهمة، وقال إن «الانتقال الديمقراطي استنفد، والبلاد في حاجة إلى أفق جديد من خلال جيل جديد من الإصلاحات السياسية والدستورية تطلق دينامية تساعد على التوازن بين السلط»، وقال إن «هذا الإصلاح أصبح مطلبا وطنيا تاريخيا». وبخصوص المشاركة في الحكومة قال: «نريد إعطاء مضمون سياسي جديد للمشاركة في الحكومة، وهذا مرتبط بضرورة الإصلاحات السياسية والدستورية». وحول تفاصيل هذه الإصلاحات قال: «هناك وثيقة سياسية مقدمة للمؤتمر تضم ما يجب إصلاحه». وبخصوص حركة فؤاد عالي الهمة، قال المالكي: «إن العمل السياسي يجب أن يقوم على الوضوح، وإن الازدواجية أمر خطير». وأشار المالكي إلى أن موقف حزبه سيكون سلوكا ملموسا وواقعيا قائلا: «لقد نبهنا الأطر الاتحادية إلى بعض المنزلقات من خلال المشاركة في بعض الأنشطة تحت غطاء معين». وبخصوص التحالف مع حزب العدالة والتنمية قال: «هذا ليس من مواضيع الساعة بالنسبة إلى الاتحاد». وقدم المالكي مواصفات الكاتب الأول المقبل للاتحاد، قائلا إن الكاتب الأول لا يمكن أن يكون وزيرا عاديا في الحكومة، وإنه لا يمكن أن يكون إلا وزيرا أول، وأن يكون متشبعا بروح الحوار واحترام كل الآراء والمواقف الاتحادية.