كشفت مصادر حركية عن وجود ما سمتها بحملة تصفية في أجهزة الحزب ضد المحسوبين على الرئيس المؤسس لحزب الحركة الشعبية المحجوبي أحرضان، مشيرة إلى أن هذه الحملة تتخذ من إعادة انتشار الموظفين والهيكلة وسائل لتحقيق «تصفية وجود الزايغ» داخل الحزب بصفة نهائية. ووفقا لذات المصادر، فإن مقربين من الأمين العام للحزب امحند العنصر شرعوا في الآونة الأخيرة في استهداف موظفين وصحافيين يشتغلون في رئاسة الحزب ومقر الأمانة العامة والجريدة بشكل مباشر، لافتة إلى أن المقربين من العنصر الذين يحكمون سيطرتهم على الأمانة العامة يبغون من تحركاتهم إبعاد «جبهة الممانعة» ممثلة في أولئك الموظفين والصحافيين المنتمين إلى الحركة الوطنية الشعبية سابقا، وتعويضهم بموظفين مضمون ولاؤهم بحكم صلة القرابة والولاء. إلى ذلك، حذرت المصادر المذكورة من إمكانية تكرار السيناريو الذي عرفه انتخاب المجلس الوطني، خلال أشغال المؤتمر الحادي عشر للحزب المنعقد نهاية الأسبوع المنصرم، ونشوب «فوضى كبرى» قد تعصف بالحزب في حال عدم وجود من يطفئ نار احتجاجات الحركيين الغاضبين، مشيرة إلى وجود توجه لدى قيادة الحزب لإحضار أحرضان للعب دور «الإطفائي» الذي لعبه باقتدار خلال انتخاب المجلس الوطني السبت الماضي، ومكن من تجنيب المؤتمر شر الانفجار. ووفقا للمصادر، فإن «الزايغ»، «غير متحمس للحضور لانتخاب المكتب السياسي المزمع عقده خلال الأسبوع المقبل، وأنه راغب في ترك مسافة فاصلة بينه وبين الحزب، فضلا عن رغبته في أن يتعلم العنصر القدرة على السيطرة والتحكم في الأمور والمشاكل». من جهة أخرى، كشفت المصادر عن وجود سباق وصفته بالمحموم للظفر بمقعد في المكتب السياسي المقبل، بين أعضاء سابقين وحركيين يمنون النفس بعضوية المكتب لأول مرة، مشيرة إلى أن من يسمون بالمعارضين يبذلون جهودا كبرى من أجل ضمان مقعدهم من خلال لعب ورقة المحجوبي أحرضان ومحاولة دفعه بكل الطرق من أجل التدخل لصالحهم. وبحسب مصادرنا، فإنه باستثناء محمد الفاضيلي، نائب الأمين العام الأسبق، الذي تبقى حظوظه وافرة للعودة إلى المكتب السياسي بالنظر إلى الوزن الذي يمثله في إقليمه، ومحاولة القيادة تجنب مشاكل قد تنتج عن إبعاده، «مشاكل هي في غنى عنها في المرحلة الراهنة» تقول المصادر، قبل أن تضيف:«في الوقت الذي أكد فيه الملك محمد السادس خلال استقباله للأمين العام بأن الحزب يتحمل مسؤولية تاريخية تهيئ النخب لمغرب المستقبل، فإننا نرى أن النخب تدابزو على المكتب السياسي». أحد معارضي العنصر اعتبر في اتصال مع «المساء» أن ما يعرفه الحزب من سباق محموم بين الحركيين هو استمرار لحرب المواقع المندلعة في الحزب منذ بداية التحضير للمؤتمر الحادي عشر، مشددا على أن «الصناديق الزجاجية هي خطوة أولى، وأن المؤتمر الحادي عشر كان مؤتمرا توافقيا بين شريحة معينة، لكن ما نتمنى هو أن يكون الأمين العام في المستوى بمد الجسور مع الفئات المقصية». وأضاف:«إذا أراد العنصر الاستمرار في نفس النهج، أي العمل مع المقربين منه وإقصاء باقي الحركيين، فإن ولايته ستعرف مشاكل عدة ولن يحقق تجميع الحركيين وتأهيل الحزب».