تضرب مدينة أكادير، عروس سوس، لجمهور الفن الأمازيغي والعربي والعالمي موعدا جديدا ومتجددا مع مهرجان «تيميتار»، الذي يطفئ شمعتَه السابعة، في الفترة الممتدة ما بين السابع من شهر يوليوز القادم إلى ال10منه. تحتضن مدينة أكادير الدورة السابعة لمهرجان تيميتار للموسيقى، في الفترة الممتدة من 7 إلى 10 يوليوز المقبل، التي ستنظَّم على امتداد أربعة أيام، تحت شعار «الفنانون الأمازيغ يستقبلون موسيقى العالم». ويشارك في هذه الدورة أكثر من 400 فنان من المغرب، موريتانيا، الجزائر، لبنان، تركيا، مدغشقر، تشاد، كولومبيا، جمايكا، هايتي، بريطانيا وفرنسا. ومن المنتظر أن يحل بمدينة أكادير النجم الأمريكي والعالمي جوليان مارلي، نجل الفنان -الأسطورة الراحل بوب مارلي، الذي يحظى بشعبية كبيرة في المغرب. ومن المرتقب أن تشهد حفلته تفاعلا فنيا كبيرا، بالنظر إلى أنها المرة الأولى التي يحيي فيها سهرة فنية في أكادير. وقد بلغ عدد الفنانين الذين سيحضرون الدورة السابعة لمهرجان تيميتار 39 فنانا مغربيا وأجانبيا، و19 مجموعة فنية وطنية تنتمي أغلبها إلى فن «أحواش» و13 مجموعة فنية تمثل العديد من دول العالم. أي ما مجموعه 400 فنان سيستعرضون لوحاتهم الفنية على مدار أربعة أيام في ثلاث منصات منفصلة في أهم ساحات وفضاءات مدينة أكادير. وقد حضر الندوة الصحافية التي عقدها منظمو المهرجان كل من عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، ووالي جهة سوس ماسة محمد بوسعيد، الذي أشار، خلال كلمته بالمناسبة، إلى أن المهرجان هو مهرجان لكل جهة سوس ماسة، وذكر أن الطريق السيار سيسمح بمشاركة العديد من المناطق المجاورة في فعاليات هذا المهرجان. وجدد الوالي التأكيد على أن مهرجان «تيمتار» سيساهم في تحريك اقتصاد مدنية أكادير. ويراهن منظمو المهرجان، الذي سينطلق يوم السابع من شهر يوليوز القادم، على استقطاب عدد كبير من المتفرجين، بالنظر خاصة إلى تنوع برنامج المهرجان في دورته الحالية، حيث سيستضيف ألوانا غنائية مختلفة تمثل 49 دولة من كل القارات، مهرجان خُصِّصت له ثلاث منصات لإيواء أكثر من 500 ألف زائر يُرتقَب حضورهم من أجل منح الوقت الكافي للفنانين وتجنب الاكتظاظ وضيق الوقت، منها «ساحة الأمل»، التي تتسع لحوالي 80 ألف متفرج، و«ساحة بيجوان» -أكثر من 30 ألف زائر- إضافة إلى مسرح الهواء الطلق الذي برمجت فيه بعض السهرات الفنية. ويحاول المنظمون، من خلال البرمجة التي عرفت تجاوز بعض المشاكل التي شهدتها الدورة السابقة عندما وصفوا الدورة السابعة ب»دورة النضج»، خاصة في ما يتعلق بالتنظيم واحترام البرمجة التي تم الإعلان عنها. وعن الميزانية المخصصة للمهرجان، أفاد المنظمون بأنها تتشكل من 11 مليون درهم، يساهم فيها المجلس البلدي لأكادير بمبلغ مليون درهم والجهة بخمسة ملايين درهم. وسيشهد المهرجان تشكيلا موسيقيا يشمل الموسيقى الصحراوية الأمازيغية والإفريقية وموسيقى أمريكا اللاتينية، في محاولة منهم لخلق نوع من التمازج بين هذه الثقافات التي تنتمي، في مجملها، إلى العالم الثالث، انسجاما مع شعار المهرجان، الذي يفيد بأنه فرصة لاستضافة فناني العالم من طرف الفنانين الأمازيغ. ويتمثل الحضور الأمازيغي في هذا المهرجان كذلك في أبرز الفرق الأمازيغية المشاركة في المهرجان، فبلغة الأرقام تحدث المنظمون عن مشاركة حوالي 75 فنانا أمازيغيا يشكلون 19 مجموعة غنائية محلية، من مجموع 300 فنان مشاركين في النسخة ككل. كما حمل برنامج هذه السنة دعوة فرق موسيقية أمازيغية لها صيت كبير في الساحة الفنية، وهي خطوة غير مسبوقة للمهرجان، لاسيما بعد تأكيد حضور مجموعات غنائية ك»إزنزارن» ، «أودادن» ، «أرشاش» ورشيد إتري. وخلافا لما تم خلال الدورة السادسة، فقد تم استدعاء جميع المنابر الإعلامية الوطنية والمحلية لحضور الندوة الصحافية، خاصة وأن الدورة السادسة من المهرجان عرفت بعض الشنآن بين المنظمين وبعض المنابر الإعلامية التي اشتكت من الإقصاء من تغطية فعاليات الدورة السابقة، مما جر على المنظمين سيلا من الانتقادات يبدو أنهم تنبهوا إلى ضرورة تجاوز مسبباتها... كما أثار بعض المتدخلين خلال الندوة الصحافية قضية توفير وسائل النقل إلى خارج مدينة أكادير، لتجاوز الاكتظاظ الذي يحدث في المحطات عند انتهاء أنشطة المهرجان، مما يخلق حالة من الارتباك في التنقل، خاصة إلى الدشيرة، إنزكان وأيت ملول. كما أكد المنظمون أن الخطوط الملكية المغربية تعتبر شريكا في هذه الدورة وأنها ستمنح تخفيضات عن بعض رحلاتها التي تتزامن وفترة المهرجان، خاصة بعد أن راج الحديث عن «الحصار»، الذي تضربه الخطوط الملكية المغربية على جهة سوس ماسة ولم يُفلحْ في فكه تدخل المسؤولين في الجهة. يُذكَر أن الدورة السابقة شهدت مشاركة العديد من الأسماء الفنية الشهيرة، من بينها المطربة المغربية سميرة سعيد ومغني الراي الجزائري الشاب بلال والفنان حميد القصري (أحد أقطاب فن «كناوة» على الصعيد الوطني). كما عرفت الدورة استضافة مجموعات غنائية وفنانين عالميين في مجالات موسيقية مختلفة، ضمنهم فنان الريكي الجمايكي ماكس روميو، الفنان الإفريقي مامادي كيتا (غينيا)، مجموعة «المقام» الأوزبكية، «المجموعة الموسيقية الشرقية» من مدينة رام الله الفلسطينية، دون نسيان الإشارة إلى مشاركة فنانين ومجموعات موسيقية مغربية من بينهم الفنانتان الأمازيغيتان حادة أوعكي وعائشة تاشنويت والرايسة فاطمة تاشتوكت والرايسة أمينة تاوريرت ومجموعات «جيل الصحراء» و«مازاغان» و«إكيدار»، إلى جانب الرايس الحاج الحسين أمنتاك، الرايس الفطواكي، الرايس العربي إحيحي، والرايسة رقية تالبنسيرت.