احتج، صباح أمس الاثنين، أمام بلدية سطات، سكان الحي الصفيحي «قيلز»، أولاد عروس، على ما وصفوه ب»الإهانة» التي تعرضوا لها من طرف باشا المدينة، يوم الجمعة الماضي، أثناء اللقاء الذي جمعهم به في مقر البلدية، بعد استجابتهم للاستدعاء الذي توصلوا به من الباشا، لإجراء لقاء معه بخصوص الحكم الابتدائي والاستئنافي القاضي بالإفراغ في حقهم. وأكد السكان المتضررون أنهم تفاجؤوا أثناء اللقاء بالباشا يهددهم، في حال عدم امتثالهم لقرار الإفراغ، «بهدم مساكنهم فوق رؤوسهم».. في الوقت الذي كانوا ينتظرون أن يتم التعامل معهم بليونة وأن يتم التعاطي مع حالاتهم بشكل خاص، على اعتبار أنهم يعمرون المكان منذ أزيد من ثلاثين سنة، ومنهم من يستقر فيه لمدة تقارب السبعين سنة، وهو ما يدعو إلى ضرورة إيجاد حلول لهم، لا الدفع بهم إلى الشارع وتشريدهم. وأضاف المتضررون أنه في الوقت الذي تم إقصاؤهم، استفاد «غرباء» لا صلة لهم بالحي الصفيحي، ومنهم من يتحدر من المحمدية والدار البيضاء والقنيطرة وخريبكة، وأنهم يتوفرون على «أدلة» تثبت قولهم، يؤكد بسام حسن، أحد المتضررين. واعتبر المعنيون التزامهم بالحكم القاضي بإفراغهم تشريدا في حقهم، خاصة أن بعض الدور تضم أزيد من عشرة أشخاص، لأنها تضم عائلات مركبة، وأن تطبيق حكم الإفراغ في حقها هو مأساة اجتماعية. وتم الحكم بالإفراغ على سكان الحي الصفيحي «قيلز» بناء على الدعوى القضائية التي رفعها المجلس البلدي السابق ضد السكان، والتي ترمي إلى إلزام الأسر التي استفادت من بقع أرضية في مشروع «حي السلام» بالإفراغ، وهي من باتت تمثل حجر عثرة في وجه استغلال إحدى شركات التعمير للأراضي التي كانت تضم الحي الصفيحي، حسب مصدر مطلع. وعبر المتضررون عن تشبثهم بالبقاء في مساكنهم، لأنه ليست لديهم أي جهة أخرى يستندون إليها أو موارد تكفيهم لدفع أجور شهرية، إلى حين تسوية وضعية جميع الحالات العالقة. كما طالبوا والي الجهة بمحاورتهم والاطلاع على الظروف التي مرت فيها عملية الاستفادة والاختلالات التي شابتها، والتي مكنت غير المؤهلين من الاستفادة من أكثر من بقعة أرضية، يؤكد المعنيون ل»المساء». واتصلت «المساء» بباشا بلدية سطات واكتفى بالقول إن هؤلاء السكان صدر في حقهم قرار الإفراغ وهم ملزمون به. وتميزت الوقفة الاحتجاجية بإنزال أمني مكثف، حيث تم تطويق الباشا أثناء دخوله إلى مقر البلدية، كما حضرت عناصر من قسم الاستعلامات العامة وعناصر من الشؤون العامة في الولاية. وردد المتضررون هتافات تندد بما جاء على لسان الباشا.