دعت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل لمسيرات الغضب في الوقت الذي لازال فيه الحوار الاجتماعي قائما، ما هي الرسالة التي تودون إبلاغها للحكومة؟ الكونفدرالية الديمقراطية للشغل كانت دائما منسجمة ومتفاعلة مع التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي، لقد شهدنا خلال السنوات العشر الماضية بعض التحسن، لكن حاليا هناك تراجع خطير، والحكومة غير جادة، وترغب في كل مرة في العودة إلى نقطة الصفر، علما أنها مسؤولة عن التزوير الذي مورس ضدنا، ولازالت تتبنى أساليب قديمة في التعامل مع المطالب النقابية، وهو ما اتضح قبل مسيرة 9 ماي، حينما اتصل بنا وزير الداخلية، وطلب تأجيل ذلك على أساس إجراء حوار، وهو ما لم يتم، وكشف بالمقابل الوجه الحقيقي الذي تتعامل به الحكومة. في مسيرة الرباط هناك تعزيزات أمنية كبيرة، لكن يلاحظ أن عدد المشاركين لم يتجاوز 100 شخص بما تفسرون ذلك؟ المشاركون في المسيرة هم مسؤولون نقابيون، فالكونفدرالية كانت تتبنى المسؤولية في نضالها وهو ما يتجسد من خلال المسيرة، سواء من حيث طبيعة المشاركة أو الشعارات، رغم أن أجهزة الأمن استفزتنا، وعملت على محاصرتنا وتدوين كل النقاشات التي تجري بيننا، فعلا كنا نعتقد أن هناك مفهوما جديدا للسلطة لكننا في الواقع عدنا إلى عهد الثمانينيات وأساليب إدريس البصري ، حيث تم منع المسيرات في عدد من المدن، لا تنسى أن لجنة التقصي أثبتت أن الكونفدرالية بريئة فيما وقع سنة 90، وأن الأجهزة الأمنية هي من تتحمل المسؤولية. ماذا بعد مسيرات الغضب، وهل هناك أساليب أخرى ستلجأ إليها الكونفدرالية للضغط على الحكومة؟ سنبقى في النضال إلى أن يفيق المسؤولون من سباتهم ،لا يعقل أن تعمد الحكومة إلى التصديق على زيادة سمينة للمسؤولين، وتتجاهل مطالب الشغيلة، وكذا ما يحدث من اختلاسات ونهب للمال العام، حاليا الوضع الاجتماعي بالمغرب يعرف احتقانا خطيرا وهو ما نبهت إليه الكونفدرالية وأيضا عدد من التقارير الصادرة عن منظمات دولية محايدة ،في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة التغطية على هذا الوضع باعتماد سياسة الأرقام والهروب إلى الأمام، وأنا أقول إذا كانت الحكومة مقتنعة فعلا بأدائها، وبأن الشعب يعيش في ظروف جيدة، لماذا إذن تلجأ إلى أسلوب المنع والقمع؟
عثمان باقة - نائب كاتب الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالرباط