حظي الحفل الفني الذي أحيته نجمة "الفادو" البرتغالية كاتيا غيريرو, أمس السبت, بفضاء القلعة البرتغالية بآسفي (دار السلطان), بحضور ضيوف "مميزين" , ضيوف لم يقتعدوا مكانا الى جانب الحضور من الديبلوماسيين والشخصيات الحكومية, بل آثروا التحليق لفترات طويلة في سماء الحفل, مؤخرين موعد بياتهم الليلي الى مابعد الاستمتاع بالشدو الساحرلكاتيا , إنهم "نوارس آسفي" الرائعين, الأمر الذي دفع سفيرة الفادو البرتغالي إلى القول : إنه "حظ رائع أن أغني في المغرب إلى جانب الطيور...". وكان حفل كاتيا غيريرو المنظم بمبادرة من سفارة البرتغال بالمغرب وولاية جهة دكالة عبدة ومجلة "ديبلوماتيكا", على هامش زيارة وفد من الديبلوماسيين المعتمدين بالمغرب ل"حاضرة المحيط" , بمثابة سفر فني حالم الى عوالم فن "الفادو" الذي وحد الحضور المتعدد الجنسيات في لحظة انتشاء انمحت معها حواجز اللغة والجغرافيا. جمالية الصوت, سحر الألحان وروعة العزف المنساب للقيتارة والعود البرتغالي, شكلت توابل هذه اللحظة الفنية الرائقة والتي زادتها بهاء الطلعة المهيبة للفنانة غيريرو بيديها المشدودتين الى الخلف تارة أو المشرعتين حينا كجناحي نورس يختزلان المسافة بين مرافئ لشبونة مهد فن "الفادو" وميناء آسفي العريق. ولم تخرج أغاني الفنانة البرتغالية, التي عبرت عن سعادتها بتواجدها بهذا الفضاء التاريخي بمدينة آسفي واعتزازها بالصداقة المغربية البرتغالية, عن المواضيع المطروقة في فن الفادو الذي تفيد العديد من الكتابات بأن ظهوره يرجع الى القرن الثامن عشر وتحديدا في 1820 في مدينة لشبونة. و يتميز هذا اللون الغنائي بالمضامين الحزينة وبمزجه بين موسيقي الرقيق الافريقي والألحان البرتغالية والكثير من التأثيرات العربية وتتغنى أغلب أغاني "الفادو", الذي يعني "القدر" ب الآلام والحب والشوق والحنين والفراق والفقدان.... , أما الآلة فهي القيثارة البرتغالية التي تشبه لحد كبير العود العربي وتحتوي على 12 وتر. وقد تغنت النسوة بالبرتغال بهذا اللون الغنائي في مدينة لشبونة تعبيرا عن حنينهن وحزنهن على فراق أزواجهن الذي يركبون البحر لفترات طويلة. وفي بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب الحفل, قالت الفنانة البرتغالية "أحب هذا البلد وسعيدة بإحياء حفل فني فيه للمرة الرابعة", مضيفة "لقد غنيت بكل جوارجي من أجل تاريخنا المشترك وللصداقة التي تجمع بلدينا و لهذا الجمهور الرائع الذي يمثل جنسيات مختلفة". ومن جانبه, أكد سفير البرتغال في المغرب السيد جواو روزا لا, في كلمة له مستهل هذا الحفل, أن هذه اللحظة هي نتاج "رغبة مشتركة في ربط التقاليد بالتاريخ والثراث الموسيقي وبالتالي إبراز قيمة الماضي المشترك وهذا المسار الجماعي الهام في تاريخ بلدينا". وقال السيد روزا لا, إن "فكرة تنظيم حفل للفادو فرضت نفسها كطريقة مثلى للاحتفاء بالصداقة المغربية البرتغالية, مبرزا أن "صوت كاتيا غيريرو كان الخيار الأمثل للاحتفال بروابط الصداقة التاريخية وتجسيد هذا التلاقي بين الفادو والموروث البرتغالي". وتصنف الفنانة كاتيا غيريرو, المزدادة سنة 1976 بجنوب إفريقيا, ضمن الموجة الجديدة للفادو, ولاقت أغانيها نجاحا كبيرا عبر العالم وخاصة ألبومها " أغليماس" ," ماووس دو فادو", و تودو أو نادا". وقد ترعرعت الفنانة في بيئة فنية قبل أن تحصل على شهادة في الطب بمدينة لشبونة, غير أن ولعها بالغناء, وخاصة "الفادو ", غير مسار حياتها لتتحول خلال العشر سنوات الأخيرة إلى واحدة من كبار مطربي الفادو البرتغالي. يشار إلى أن الوفد الدبلوماسي زار قبيل انطلاق الحفل بمعية وزير الدولة السيد محمد اليازغي ووزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري متحف الخزف المتواجد بدار السلطان, والذي أسس سنة 1990. ويضم المتحف, الذي يعد واجهة وطنية لإبراز موروث صناعة الخزف, عدة أقسام تشمل الخزف الأخضر وخزف فاس ومكناس وخزف آسفي والخزف الحديث.