أعلنت الناشطة طالي فاحيما (يهودية من أصل مغربي)، مؤخرا، إسلامها في مسجد الملسا في مدينة أم الفحم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لعام 48، حيث حضر إعلان فاحيما إسلامها عدد من المشايخ وعلماء الدين. وقد أصرت فاحيما على إعلان إسلامها في أم الفحم تشديدا على أن السبب في إسلامها هو معرفتها بالشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاإسلامية في الداخل الفلسطيني. وبعد أن قام الشيخ رائد فتحي بتبيين أصول الإسلام للسيدة فاحيما، قامت بزيارة لفضيلة الشيخ رائد صلاح لتبشره بخبر إسلامها. ويذكر أن الناشطة فاحيما تعرضت للاعتقال بحجة التخطيط لتنفيذ عمليات استشهادية في داخل إسرائيل، والتخابر مع «عدو»، وقد تحولت في السنوات الأخيرة من ناشطة يمينية تدعم الأحزاب المناهضة لقيام دولة فلسطينية، إلى يهودية تدعم الفلسطينيين واختارت قيادة الشيخ رائد صلاح والحركة الإسلامية، لتنتمي إليها. وقالت الناشطة فاحيما،إن ما حدث خلال الاعتداء على أسطول الحرية وسقوط الشهداء حفزها ودفعها إلى إشهار إسلامها يوم الاثنين 7 يونيو الجاري. وتابعت فاحيما بالقول: «كنت أفكر منذ زمن باتباع الدين الاسلامي، وما حدث من اعتداء غاشم على أسطول الحرية جعلني أقرر الإعلان عن إسلامي». وتمنت فاحيما لو كانت ضمن هذا الأسطول إلا أن السلطات الإسرائيلية تمنعها بموجب قرار سابق بحقها. وكانت قد استهلت فاحيما حديثها بإلقاء تحية الإسلام (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، والبسملة (بسم الله الرحمن الرحيم). وحول دور الشيخ رائد صلاح في إسلامها، قالت: «إنه الشخص الذي فتح لي باب الإسلام... إنه اختير من قبل الله.. إنه يعيش ويمشي بحسب ما خطط له الله، لقيادة هذه الجماهير...وما يميزه هو تواضعه الشديد... إنه استثنائي...». وتابعت تقول إنها ذرفت الدمع لدى سماعها أن الشيخ صلاح استشهد في حادث الاعتداء على أسطول الحرية.. لكنها كانت على يقين أنه حي يرزق... وعن شعورها بعد إعلانها الإسلام، قالت إنها تحس بشعور لا يوصف، فيه الكثير من السعادة والغبطة، ووصفت نفسها وكأنها ولدت من جديد... وحول إمكانية تغيير اسمها، قالت إنه من المبكر الحديث عن الأمر لأنها لم تفكر في الأمر أصلاً... وحول ردة فعل عائلتها قالت إن علاقتها مع عائلتها انقطعت منذ فترة، بسبب مواقفها المعلنة تجاه نضال الشعب الفلسطيني: «اتصلت الوالدة عندما قرأت الخبر في وسائل الإعلام وأبدت معارضتها لكنني لم آبه لذلك...». «علما أنني أدفع ثمن أقوالي وتصرفاتي ليس من اليوم، بالإعلان عن إسلامي، وإنما منذ سنوات طويلة»، تقول فاحيما. وحول عملها، قالت فاحيما إنها تعمل ضمن عدة جمعيات إلا أن الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها ليست سهلة.. وعن إقامتها للصلوات، قالت إنها ستتعلم أداء الصلوات الخمس في الأيام القليلة المقبلة.. وحول شريك حياتها قالت: «قلت دائماً إنني سأتزوج من شخص مسلم، وسيأتي هذا اليوم». وقد رحبت الأوساط الدينية بإشهار فاحيما إسلامها، وقال الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدسالمحتلة، إن الاحتكاك الحضاري والثقافي بين المسلمين وغيرهم يفتح المجال للنقاش ولتبادل الآراء وأن دخول غير المسلمين في الدين الإسلامي أمر مألوف وليس مستغربا. وأضاف أن القاعدة الأساسية في الدين الإسلامي تتمثل بقوله سبحانه وتعالى: «لا إكراه في الدين» فالذي يقتنع بالإسلام يكون قد دخل فيه برضى دون إكراه. وهنأ الشيخ صبري الناشطة فاحيما التي دخلت الإسلام عن قناعة وبتأثر إيجابي من مواقف الشيخ رائد صلاح. وأضاف «نحن نمد أيدينا إلى جميع أصحاب الديانات دون تحفظ ليكون هناك حوار حضاري وليس صراعا حضاريا وأن الذين يطلقون عبارات الصراع الحضاري هم من غير المسلمين الذين يتحاملون على الإسلام وهذا موقف مرفوض». وأكد الشيخ صبري أن ديننا الإسلامي يؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين دون استثناء، وأنه يمثل الوعاء الكبير للديانات السماوية.