في خطوة غير مسبوقة، يعتزم رفاق محمد مجاهد تنظيم وقفة احتجاجية، لم يحدد تاريخ تنظيمها بعد، ضد تواجد الجيش الأمريكي بمنطقة رأس درعة قرب مدينة طانطان، حيث اعتادت القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية إجراء مناورات عسكرية مشتركة تحت اسم «أفريكان ليون» (الأسد الإفريقي) منذ سنة 2005. وتأتي هذه الخطوة الاحتجاجية ضد المناورات العسكرية المشتركة الأمريكية المغربية، حسب بيان للحزب الاشتراكي الموحد بطانطان، ل «لفت الأنظار لخطورة الأسلحة المستعملة، رغم أن الحزب مع جاهزية الجيش المغربي للدفاع عن وحدة الوطن، ويطالب بتوفير الإمكانيات المالية واللوجستية لأفراد القوات المسلحة ويحييها عاليا»، مبديا تخوفه من «أن تستغل أمريكا الحديث عن بناء قاعدة بحرية بمنطقة درعة لتجريب أسلحة محظورة دوليا وتخريب هذا الموقع الطبيعي والسياحي». وقال محمد جرو، عضو فرع الحزب الاشتراكي الموحد، في اتصال مع «المساء»: «نحن مع جاهزية الجيش المغربي للدفاع عن وحدة الوطن وتسليحه بأسلحة متطورة، لكن البدو وسكان المنطقة يتحدثون عن تسجيل حالات نفوق بعض الحيوانات وظهور بعض الأمراض التي لم تكن منتشرة، خاصة بين الأطفال، فضلا عن روائح غريبة تتسرب من منطقة المناورات». وفيما أفاد مصدر محلي أن التواجد العسكري الأجنبي بطانطان لا يقتصر على قوات «المارينز»، وإنما يتعداه إلى أفراد من الجيش الروسي، تساءلت مصادر حقوقية عن مصير مصب وادي درعة، وإن كان سيبقى مسرحا للمناورات العسكرية المشتركة بين المغرب والولايات المتحدة مستقبلا، لاسيما في ظل الحديث عن إقامة مشروع سياحي في المنطقة تتكفل به شركة «ألياونس» المختصة في العقار الفاخر والمشاريع السياحية. وتعرف مناورات «الأسد الإفريقي 2010»، التي انطلقت في 28 أبريل الماضي وستنتهي في 4 يونيو الجاري، مشاركة 950 فردا من القوات المسلحة الملكية المغربية و850 عنصرا من قوات المارينز الأمريكية. وينتمي الجنود الأمريكيون القادمون من قواعد عسكرية أوروبية وأمريكية إلى عدة وحدات من المارينز، والحرس الوطني للسلاح البري لولاية تينيسي، وقوات البحرية الأمريكية، والقيادة رقم 11 للطيران التكتيكي، والحرس الوطني البري والجوي لولاية يوتا. وتندرج هذه المناورات، التي ترعاها القيادة الأفريقية «أفريكوم»، في إطار برنامج سنوي للتدريبات العسكرية المشتركة من أجل تفاعل أكبر بين جنود البلدين، وتعزيز التنسيق والتعاون بينهم، والفهم المتبادل للتكتيكات والتقنيات والإجراءات العسكرية الخاصة بكل بلد. جدير ذكره أن مناورات «الأسد الإفريقي» لهذه السنة جرت في عدة مناطق من المغرب، منها طانطان، ورأس درعة، وتارودانت، والقنيطرة.