نددت فعاليات سياسية وحقوقية ونقابية، أول أمس، بالعدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية المتوجه إلى غزة لفك الحصار عن أهلها، الذي يوجد على متنه سبعة مغاربة.. وهو، للتذكير، العدوان الذي أدى إلى سقوط نحو 19 شهيدا وإصابة عشرات المشاركين الآخرين في هذه المبادرة الإنسانية تجاه سكان غزة المحاصرين. ورفع المتظاهرون، خلال الوقفة الذي نظمت أول أمس بساحة البريد بالرباط، شعارات تستنكر الصمت العربي وتدعو إلى مقاطعة الكيان الصهيوني والتصدي لكل أشكال التطبيع معه. وأعلن خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، عن تنظيم مسيرة شعبية يوم الأحد المقبل صباحا في الرباط. وقال السفياني، في تصريح ل«المساء»: «إن العدوان الصهيوني طال أيضا أحرار العالم، ولم يعد يقتصر على أبناء الشعب الفلسطيني»، مطالبا بملاحقة «الإرهابيين الصهاينة أمام المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الخاصة». ومن جهته، وجه محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، نداء إلى الحكومة المغربية من أجل إيفاد سفينة مغربية إلى غزة مساهمة في فك الحصار عنها، من خلال إمدادها بالمساعدات الإنسانية، موضحا أن تنظيم الوقفات دليل على أن استهداف الأبرياء يشعل التعاطف لدى الشعب المغربي. وفي كلمة له خلال الوقفة، اعتبر عبد المجيد بوزوبع، الأمين العام للحزب الاشتراكي، أن «الجريمة النكراء التي اقترفتها الآلة الصهيونية تعتبر فصلا جديدا وتصعيديا للعدوان والأمبريالية ضد كل الشعوب العربية والإسلامية». ودعا بوزوبع الأنظمة العربية إلى تحمل مسؤوليتها وإلى أن ترد الصاع صاعين، ملحا على أنه لا مجال للتسويات ولا للمساومة ولا للتطبيع. أما فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، فقد قال، في تصريح ل«المساء»، إن ما حدث يبين المستوى الذي وصل إليه الإجرام الصهيوني والاستهتار بالمبادئ والأعراف الدولية، إذ تم الهجوم على سفينة تحمل مساعدات إنسانية. وقال أرسلان: «إن ما حدث يكشف للعالم الكذب الصهيوني وما تحاول هذه العصابة أن تتخفى وراءه من كونها تواجه جماعات إرهابية»، مضيفا قوله: «إن ما حدث لم يعد يترك للضمير الإنساني ولا للأنظمة العربية أي مجال لأنْ تبرر، بشكل من الأشكال، سكوتها عن الحصار الظلم وآن الأوان لأنْ يتحرك الجميع». وبدوره، أكد عبد الله بها، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن «ما وقع فاق كل التوقعات وتجاوز المتصور من الوقاحة والبلادة والحماقة.. لقد تم ارتكاب جريمة في حق نشطاء مدنيين ومسالمين يسعون إلى رفع الظلم من خلال الهجوم عليهم بهذه الوحشية»، مشيرا، في تصريح ل»المساء»، إلى أن هذا «إجرام فاق كل التوقعات، وهذا الحادث مؤلم ولكنه مؤشر على أن الكيان الصهيوني فقد صوابه». وندد عبد الحميد أمين، نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ب»الاعتداء الصارخ على مدنيين يريدون فك الحصار عن مواطني ومواطنات غزة»، داعيا إلى مقاطعة أمريكا راعية إسرائيل والامتناع عن حضور أنشطتها.وحمل المتظاهرون أعلاما فلسطينية وتركية وصور مشاركين من الوفد المغربي وصور الشيخ رائد صلاح، كما قاموا بإحراق العلم «الإسرائيلي». ورددوا شعارات تدين المجزرة «الإسرائيلية» المرتكبة ضد مدنيين من جنسيات مختلفة قصدوا غزة لفك حصارها وإمدادها بمساعدات إنسانية.