ربما لا تكون لديهم أفضل الهتافات, وبالتأكيد لا يمتلكون أقدم العادات، كما أن الدوري المحلي مازال يحتاج إلى المزيد, ولا يتوقع أحد أن يحرز فريقهم لقب كأس العالم. تشير مجموعة من الإحصائيات الخاصة بالمونديال أن مشجعي منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية يحتلون المركز الأول في عدد الجمهور الأكثر حضورا في مونديال جنوب إفريقيا، وبالرغم من أن العدد النهائي للمشجعين لم يتحدد بعد، فإن المعطيات الأولى تؤكد جمع مشجعي منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية 160 ألف تذكرة لمباريات فريقهم, أي أكثر من تذاكر مشجعي الفريقين الألماني والإنجليزي معا, وفقا لداني جوردان، الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لكأس العالم. وقال جوردان «الاهتمام من جانب مشجعي المنتخب الأمريكي لكرة القدم في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا هو فعلا ظاهرة». فالأمريكيون يمتلكون أفضل مشجعي كرة القدم على مستوى العالم, حيث قاموا بشراء تذاكر أكثر من أي شعب أخر لمتابعة فريقهم خلال كأس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا الشهر المقبل. ومن الصعب تحديد إلى أي مدى يمكن للأمريكيين (اليانكيز) أن يحتفظوا بهذا الرقم القياسي في إطار المنافسة الشرسة من جانب إيطاليا حاملة لقب البطولة. وبالطبع لا تتلخص المسألة في أن الجماهير الأمريكية تمتلك أفضلية اقتصادية عن نظيرتها الإيطالية, إذ مازالت أمريكا متأثرة بالركود الحاد, كما أن الجماهير ستقوم برحلة طويلة وشاقة وبالتالي أكثر تكلفة إلى جنوب إفريقيا. ولكن بعد عقود من التفاؤل حول انطلاق كرة القدم كإحدى الرياضات الكبرى في أمريكا, فإن كرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية في العالم, وصلت إلى المرحلة الحرجة عند الأمة الأكثر اهتماما بالرياضة على مستوى العالم. وقال نيل بييثي المتحدث باسم رابطة المشجعين الأمريكيين «العاطفة والمعرفة باللعبة نمت بشكل كبير للغاية». ويمكن ملاحظة علامات الاهتمام بشكل واضح عبر عطلة نهاية الأسبوع في الملاعب المنتشرة في جميع أنحاء أمريكا عندما يخرج الملايين لممارسة ومساندة فرق كرة القدم, وأظهرت إحصائيات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تسجيل أمريكا 4.2 ملايين لاعب كرة قدم بجانب أن 15 مليون شخص يمارسون كرة القدم بشكل اعتيادي. وللمرة الأولى فإن أغلب عشاق كرة القدم لديهم دوري للمحترفين على مستوى معقول, حيث يمكنهم متابعته والطموح لما هو أبعد, وساعد انتقال النجم الإنجليزي الشهير ديفيد بيكهام إلى لوس أنجليس غالاكسي في 2008 على زيادة شعبية اللعبة, ولكن حتى قبل وصول أسطورة كرة القدم (بيكهام) كان الاهتمام بكرة القدم يتزايد بشكل مطرد من سنة إلى أخرى. ولاحظ المحللون أنه سيكون من الأسهل متابعة مباريات كأس العالم مقارنة بالأولمبياد, بفضل وفرة المحطات التليفزيونية الناقلة للحدث العالمي, وعلى رأسها المحطة الرياضية الشهيرة «ايسبن» التي تخطط لنقل جميع المباريات على الهواء مباشرة, بما في ذلك بث 230 ساعة من التغطية الإعلامية المتميزة, إلى جانب بث 25 مباراة بخاصية البعد الثالث. ومن بين أهم ما يميز الجماهير الأمريكية هو أنها تضم عددا كبيرا من الفتيات والسيدات بشكل أكبر من أي دولة أخرى تشارك في كأس العالم. وفي كأس العالم 2006 على سبيل المثال, كان أغلب المشجعين الأمريكيين من العائلات التي قررت الاشتراك في رحلة أوروبية رياضية, وهو ما سيحدث في العام الحالي حيث ستتضم قائمة المسافرين إلى جنوب إفريقيا, آباء وأمهات وصبيانا وبنات, بجانب الشباب, الذي دائما ما يسيطر على فئات المشجعين. وقال سيمور ايليس, بائع للأجهزة الالكترونية في نيويورك، والذي يسافر إلى جنوب إفريقيا بصحبة ابنتيه الشابتين لمتابعة مباريات الدور الأول «إننا ننفق ثروة على السفر». وأضاف قائلا: «ذلك يكلفني ثروة, ولكن كرة القدم لعبة عاطفية وستكون لدينا ذكريات للحياة, لا يمكن أن تقدر ذلك بثمن». ومثله مثل أي مشجع كرة قدم في أمريكا فإن ايليس لديه توقعات واقعية, حيث يأمل أن ينجح منتخب بلاده في تخطي دور المجموعات وأن يصادفه الحظ في الأدوار الإقصائية ولكنه يتمنى أن يحدث تطورا على مستوى المدرجات».