ذكرت مصادر أمنية أن عناصر الأمن الإقليمي التابعة لمصالح الشرطة القضائية ببركان تمكنت عشية يوم الثلاثاء 18 ماي الجاري من اعتقال (عبد العالي ي) الذي أقدم على قتل شقيقه وتقطيع جثته بمنشار وإحراقها في حاوية للأزبال بحي السعادة بسيدي سليمان شراعة ببركان. وتعود تفاصيل الجريمة البشعة، كما رواها المجرم لمصالح الشرطة القضائية التي أخضعته لبحث وتحقيق معمّقين للإحاطة بجميع ملابسات الجريمة وظروف ارتكابها، إلى ليلة الأحد 16 ماي الجاري عندما عمد الجاني إلى الإجهاز على شقيقه (نور الدين ي) البالغ من العمر 52 سنة، بعد مشادة كلامية تحولت إلى صراع ثم تشابك بالأيدي استل على إثره الجاني سكينا ووجه طعنة قاتلة إلى شقيقه سقط نتيجتها جثة هامدة بالمنزل الذي يقطنان به معا ثم قام بتقطيع جثته إلى جزءين بواسطة منشار قبل أن يضعها بالثلاجة إلى أن يتدبر أمره لإخفاء جريمته بطريقة ما. وحسب نفس المصادر، اهتدى المجرم بعد يومين إلى فكرة حمل أجزاء جثة شقيقه داخل كيس فوق عربته المجرورة وإلقائها بحاوية للأزبال بسيدي سليمان شراعة ببركان. وحتى لا ينكشف أمره ولإتلاف الجثة أو جزءيها قام بإضرام النيران فيها وسط الحاوية باستعماله برميلا من الوقود قبل أن يقفل عائدا إلى المنزل كأن شيئا لم يكن. لفت انتباه أحد المواطنين الذي كان مارا عبر سيارته بالمكان ذاته منظر الجثة التي كانت تلتهمها النيران بعد انكشافها إثر ذوبان الحاوية البلاستيكية، في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال من يوم الثلاثاء 18 ماي الجاري. وبعد أن سأل التجار عن حادث الحريق، أدلوا له بأوصاف شخص أضرم النار في قمامة الأزبال وشوهد رفقة عربته بعين المكان. قام المواطن، الذي اشتغل سابقا في سلك الشرطة ببركان، على التوّ باتباع خطوات المشتبه به، واستطاع التعرف عليه اعتمادا على الأوصاف التي أدلى بها المواطنون، وألقى القبض على الفاعل، الذي كان يجرّ عربته فوق قنطرة وادي شراعة. وقام بإخبار أحد عناصر شرطة المرور الذي كان يؤدي مهمته بالقرب من مكان الحريق ببركان حول أسباب إقدامه على إيقاف المعني بالأمر، وسلمه له حيث قام بتصفيده. وبمجرد إشعارها، استنفرت مصالح الأمن الإقليمي عناصرها بعد إخبار كلّ من نائب وكيل الملك والسلطات المحلية، لينتقل الجميع إلى عين المكان حيث اكتشفت الجثة المتفحمة، وتم تطويق المكان أمام جمهور غفير من المواطنين من سكان الحي والمارة وأصحاب الدكاكين الذين أفزعهم مشهد الجثة البشع وصدمهم هول الجريمة النكراء. انتقلت إلى مسرح الجريمة عناصر من الشرطة العلمية والتقنية من أجل استكشاف المكان وجمع الأدلة وكل شيء يمكن أن يفيد البحث والتحقيق، كما حضرت عناصر الوقاية المدنية لاستخراج الجثة من وسط الحريق وكومة الأزبال وتنظيفها بعد أن امتزجت معالمها ببقايا البلاستيك، قبل نقلها إلى مستودع الأموات بمستشفى الدراق بمدينة بركان قصد إخضاعها لتشريح بهدف تحديد أسباب الوفاة. وحسب التحريات الأولية في أسباب الجريمة ودوافعها، فإن الجاني، الذي هو جندي متقاعد من مواليد 1961 ويتحدر من مدينة تازة، وكان يتقاسم مع شقيقه الهالك البيت والمأكل والمشرب والمبيت، بعدما استقدمه الهالك منذ مدة ليعيش معه...، أخبر عناصر الشرطة القضائية من خلال اعترافاته أن الأسباب تعود إلى نزاع بين الشقيقين حول إرث قدره 18 مليون سنتيم. ومن المنتظر أن تتم إحالة الجاني على استئنافية وجدة بعد استكمال البحث والتحقيق من أجل القتل العمد والتمثيل بجثة.