اندلع حريق، يوم الخميس الماضي، في حدود الساعة الرابعة عصرا، في غابة «سيدي بوعثمان» في جماعة أسيف المال، إقليم شيشاوة. وقد شب الحريق، حسب معطيات أولية، في مساحة قدرها 3186 هكتارا، والتي تشكل 14 في المائة من المساحة الإجمالية للجماعة. واستنادا إلى المعطيات التي حصلت عليها «المساء»، من مصادر من عين المكان، فإن الحريق أتى على 5 هكتارات من العشب اليابس، الذي ساهم بشكل كبير في تأجيج النيران وخلق مساحة لانتشارها وسط الغابة، التي أُحدثت في فاتح يناير سنة 1923 من قِبَل الحماية الفرنسية، وتلعب هذه الغابة دورا مهما في التوازن الإيكولوجي بثروتها النباتية والحيوانية، وتعتبر فضاء خصبا لانتشار أنواع مختلفة من الوحيش، كالأرانب البرية، الخنازير، الحجل والثعالب... ولم يُخلِّف الحريق الكبير خسائر مادية كبيرة، في حين لا تزال أسباب اندلاعه مجهولة، إلى حد الساعة، بينما رجّحت مصادر من الوقاية المدنية أن يكون الحريق نتيجة التفاعلات الكيميائية بين مكونات أنواع من الأشجار، التي غالبا ما تتأثر بفعل ارتفاع درجة الحرارة. وقد جندت السلطات الإقليمية كل طاقاتها واستنفرت كل أجهزتها لتطويق الحريق في بدايته، إذ استغرقت عملية إخماده ثلاث ساعات فقط، بفضل سرعة تدخل المصالح المعنية المتمثلة في الدرك الملكي والمياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المساعدة والسلطات الإقليمية. كما أن عملية الإخماد ووجِهت في البداية بصعوبة كبيرة في الوصول إلى موقع الحريق الذي شب وسط الغابة، نظرا إلى وعورة المسالك المؤدية إليه. وجدير بالذكر أن غابة «سيدي بوعثمان» تعرف استنزاف مجالها البيئي، بشكل فظيع، منذ تنقيل أحد حراسها، في إطار إجراء إداري تأديبي، مما ترك فراغا كبيرا في مراقبة ما يتعرض له المجال البيئي في هذه المنطقة من تدمير واجتثاث ورعي جائر وزحف على الملك الغابوي، مما يتطلب معه من الأوصياء على القطاع التحرك العاجل لإيقاف التراجع الحاد للغطاء النباتي الطبيعي في هذه المحمية التي تعتبر الرئة البيولوجية للمنطقة.