انتقد نواب برلمانيون الطريقة التي يتم بها تسيير شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية «لارام» وتدني الخدمات بها وعدم الاعتذار عن التأخرات في الرحلات والتي تكون، في كثير من الأحيان، غير مبررة.. كان ذلك خلال جلسة الأسئلة الشفوية أول أمس بمجلس النواب. واعتبر أحمد التهامي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، أن الشركة ظلت تخسر مليار سنتيم يوميا بسبب ما أسماه «تعنت المسؤولين عن القطاع في وقت كان يمكن اللجوء فيه إلى الحوار لحل الخلافات». وأشار، في تعقيب له على جواب الوزير حول «الخسائر المالية لشركة الخطوط الجوية الملكية جراء الإضرابات المتتالية»، إلى أن إضراب صيف 2009 لم يكن بسبب كارثة طبيعية بل كان وراءه ما وصفه بكارثة إنسانية تتمثل في «تعنت المسؤولين»، موضحا أن «قطاع النقل الجوي يعرف تدنيا في الخدمات وحدوث أعطاب تهدد سلامة المسافرين وجعل شركة «لارام» منبوذة مقارنة بشركات أخرى» بعدما كانت جوهرة يضرب بها المثل في الخدمات. ودعا رئيس فريق «البام» إلى العمل إلى سد الخصاص التشريعي في القطاع لما له من أهمية اقتصادية. ومن جهتها، تحدثت عائشة القرش، عن فريق تحالف القوى التقدمية الديمقراطية، عن التأخرات التي تعرفها العديد من الرحلات الداخلية دون أدنى اعتذار من لدن مسؤولي الشركة. وقالت القرش، في تعقيبها بعد جواب الوزير عن سؤال حول «وضعية شركة الخطوط الجوية الملكية»: «نحن نرغب في أن يعرف الرأي العام ما يجري ويدور في الشركة، وأن يعرف أسباب مغادرة العديد من الأطر المغربية الشركة إلى شركات أخرى». ودعت النائبة البرلمانية، المنتمية إلى حزب التقدم والاشتراكية المشارك في الحكومة، إلى عدم احتكار الخطوط داخل المغرب حتى تدخل شركات منافسة لها خدمات جيدة. ومن جانبه، نفى كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل، وجود احتكار للأجواء المغربية، كما قال إنه من الصعب «الحديث عن تعنت المسؤولين». وأبرز، خلال رده على تدخلات النواب، أن إضراب صيف 2009 كان له تأثير على مداخيل الشركة وأدى إلى انزعاج المسافرين، موضحا أن «الإدارة عملت كل ما في وسعها لتقليص عدد الاضطرابات في الرحلات»، وأن سياسة فتح الأجواء مكنت المسافرين من اللجوء إلى شركات أخرى لتأمين رحلاتهم. وأضاف أن الشركة، من أجل القيام بمهامها والتقليص من الانزعاج، لجأت إلى بعض الحلول بما فيها كراء الطائرات من الخارج والتي كلفت ما بين 500 ألف أورو ومليون أورو يوميا. وأبرز أن عدم تأمين هذه الرحلات كان سيكون له انعكاس مالي أكبر لأن الشركة مجبرة على تحمل مصاريف المبيت للمسافرين أو نقلهم إلى مدنهم، فلجأت إلى الكراء لتخفيف الأضرار. وقدرت خسائر الشركة ب850 مليون درهم، وقال الوزير إن سنة 2009 كانت كارثية بالنسبة إلى جميع شركات النقل الجوي في العالم.