شل الإضراب الإنذاري -الذي خاضه عمال شركة «نقل المدينة» بالدار البيضاء، أمس الأربعاء، لمدة 24 ساعة قابلة للتمديد بالمراكز الأربعة للشركة- عملية النقل والتنقل بالعاصمة الاقتصادية، واضطر مستعملو مختلف الخطوط التابعة لهذه الشركة، والتي تغطي مجموعة من المناطق الحضرية، إلى استعمال وسائل نقل أخرى، وهو ما أربك عملية النقل بالنسبة إلى مستعملي سيارات الأجرة، خاصة منها الكبيرة التي سجل ضغط كبير عليها، كما أن الإضراب أنعش النقل السري الذي حل نسبيا مشكل التنقل بالمدينة. وفوت الإضراب على العديد من طلبة الجامعات، الذين يجتازون امتحانات نهاية السنة، الالتحاق بكلياتهم، واعتبروه تلاعبا بمصالحهم الخاصة، حيث ظل أغلبهم قابعا بمحطات نقل الحافلات حتى ساعات متأخرة من صباح أمس بسبب محدودية إمكانياتهم المادية التي حالت دون استعمالهم وسائل نقل أخرى. تقول غزلان، طالبة بكلية الآداب بالمحمدية شعبة السوسيولوجيا: «إنها كارثة حقيقية، نحن نجتاز الامتحانات النهائية، ونحن نعتمد في تنقلنا على حافلات نقل المدينة، واستمرار الإضراب يعني الحكم على الطلبة الذين يتحدرون من أوساط فقيرة بالرسوب أو الحصول على نقط متدنية بسبب الحالة النفسية التي نوجد عليها الآن وحالة الارتباك التي خلقها فينا الإضراب». وأكدت مصادر مطلعة أن عمال الشركة تشبثوا بالإضراب، وهم عازمون على الاستمرار في الاعتصام إلى حين الاستجابة لجميع مطالبهم على الرغم من أن النقابات طلبت منهم تعليقه. ويعتزم العمال المضربون تمديد إضرابهم إلى أجل غير مسمى ما لم يتم التعاطي بشكل إيجابي مع مطالبهم التي يعتبرونها «عادلة» والمتمثلة في تسوية وضعية الشركة لواجب الاشتراك لدى الصناديق الاجتماعية، وتأمينهم على الشغل، والزيادة في الأجور التي أقرتها الحكومة من جانب واحد لجميع العمال ابتداء من فاتح يوليوز 2008، وكذا تعويضهم عن ال16 ساعة الإضافية، ولجميع العمال المتعاقدين بأساس رجعي. وانضم عشرات العمال المتقاعدين بالشركة المستقلة للنقل العمومي بالدار البيضاء إلى العمال المضربين للتضامن معهم وللتذكير بأوضاعهم أيضا، حيث يعيش أغلبهم أوضاعا اجتماعية مزرية بسبب حرمانهم من معاشاتهم التكميلية لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.