فيما بدأ العد العكسي لانعقاد المؤتمر الثامن لحزب التقدم والاشتراكية نهاية الشهر الجاري، كشفت مصادر من الحزب أن وزير الاتصال السابق نبيل بنعبد الله باشر في الآونة الأخيرة «حملة» للترويج لترشيحه للتنافس على منصب الأمين العام بدءا من الأقاليم والجهات واللجنة المركزية وجريدة الحزب. وأشارت المصادر الحزبية إلى أن اسم بنعبد الله، سفير المغرب بروما سابقا، يروج بقوة بين مناضلي الحزب، وأن «الطريق تبدو سالكة أمامه في ظل التوازنات الموجودة في الحزب، والتي لا يقدر منافسه الأول سعيد السعدي، كاتب الدولة الأسبق المكلف بالرعاية الاجتماعية والأسرة والطفولة، على خلخلتها»، مبرزة أنه مقابل تحركات بنعبد الله وحملته الانتخابية لخلافة إسماعيل العلوي، لا يظهر أن السعدي يبدي ما يمكن أن يفهم منه أن لديه الرغبة في التنافس على كرسي الأمانة العامة. إلى ذلك، نفى مصطفى عديشان، عضو الديوان السياسي، أن يكون بنعبد الله يقود حملة انتخابية في السباق نحو منصب الأمين العام للحزب، مشيرا في اتصال مع «المساء» إلى أن «ليس من أخلاق مناضلي الحزب الإعلان عن ترشحهم خارج النقاش الذي يعرفه الديوان السياسي، كما أننا كأعضاء فيه نحرم على أنفسنا القيام بحملة ضد أعضاء آخرين لأن الأساسي بالنسبة لنا هو الحزب لا المناصب. كما أن الأخ بنعبد الله لن يجد الوقت للقيام بالحملة التي يتحدث عنها البعض في ظل انشغالاته الكثيرة بالمسائل التحضيرية والجوانب اللوجستيكية والتواصلية التي تأخذ الكثير من وقته». عديشان اعتبر أن أعضاء الديوان السياسي يحرصون على الاستمرار في جو التوافق السائد، الذي كانت من ثماره الوثيقة السياسية والاقتصادية، والعمل على ترسيخ ذلك التوافق إلى حين انتهاء المؤتمر الثامن، مشيرا في حديثه للجريدة إلى أنه «من الضروري الحسم في قيادة اللجنة المركزية التي ستصوت على الأمين العام، وأنه في حالة عدم حصول توافق بين أعضاء الديوان السياسي حول اسم من الأسماء سيتم حينذاك اللجوء إلى الديمقراطية وصناديق الاقتراع للفصل بين المتنافسين». من جهته، أوضح رحال الزكراوي، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم و الاشتراكية، أن الاتجاه العام داخل الديوان هو أن يتم الفصل في الاسم الذي سيتكلف بقيادة الحزب خلفا للعلوي بالاستناد إلى منهجية «التوافق»، وقال في تصريح ل «المساء»: «بنسبة 80 في المائة سنصل إلى توافق حول اسم سيضطلع في السنوات القادمة بمهمة الأمين العام، على اعتبار أن التوافق هو من تقاليد حزبنا. ما أود التأكيد عليه هو أنه إلى أن تتضح الأمور فإن أعضاء الديوان السياسي يسيرون في اتجاه الحصول على أكبر توافق على شخص الأمين العام المقبل». وبخصوص حظوظ بنعبد الله، الذي ترشحه بعض المصادر داخل الحزب لخلافة العلوي، أوضح عضو الديوان السياسي أن « بنعبد الله يبقى بدون جدال من الأسماء التي يمكنها قيادة الحزب في المرحلة المقبلة، لكن إلى حد الآن لم يقدم ترشحه بشكل رسمي، والأيام المقبلة ستكشف إن كان هناك منافسون آخرون». وفي الوقت الذي اعتبر الزكراوي أن هذا الأسبوع سيكون حاسما فيما يخص الحسم في اسم الأمين العام المقبل خلال انعقاد الاجتماع الأسبوعي للديوان السياسي، جدد العلوي، خلال لقاء تواصلي مع الصحافة نظمته جريدتا «بيان اليوم» و«البيان» مساء الخميس الماضي، تأكيده على أنه لن يترشح لولاية جديدة للأمانة العامة للحزب. من جهة أخرى، اعتبر العلوي خلال اللقاء التواصلي أن شعار «إجراء جيل جديد من الإصلاحات لمغرب الديمقراطية»، الذي اختاره الحزب لمؤتمره الثامن المقرر عقده ما بين 28 و30 ماي الجاري ببوزنيقة، يتوافق مع ما جاء في الوثيقة التي أصدرها والداعية إلى «تعاقد سياسي جديد»، مشيرا إلى أن أهم الإصلاحات التي يدعو إليها الحزب تهم الجانب المؤسساتي من خلال القيام بإصلاحات دستورية، وتعزيز الحريات العامة.