دافع وزير الاتصال، خالد الناصري، عن المسلسلات المدبلجة، خاصة باللهجة الدارجة، معتبرا أنها ميزة تحسب للوزارة لا ضدها، بعدما تواصل انتقاد البرلمانيين لطبيعة هذه المسلسلات التي يعترونها تخالف قيم المجتمع المغربي. وانتقد عبد المجيد الحنكاري، أثناء طرحه سؤالا تقدم به الفريق الحركي يوم الثلاثاء الماضي في مجلس المستشارين حول «ظاهرة المسلسلات المدبلجة» بخصوص عرض القنوات المغربية، خاصة القناة الثانية. أفلاماً مدبلجة، وهو ما يعبّر، حسب رأي البرلماني، عن تدني اختيار القطب العمومي مسلسلات أجنبيةً هجينة وغريبة عن الواقع المغربي وبعيدة عن الهوية الثقافية. وأشار الحنكاري إلى أنه يتم عرض هذه المسلسلات في قالب لغوي ردئ وأسلوب مبتذل يساهم في تدني الذوق الحضاري للمشاهد. وعبّر المستشار البرلماني من الفريق الحركي عن استغرابه برمجةَ هذه المسلسلات في أوقات الذروة، متسائلا عما إذا كان الإنتاج الوطني قد أصيب بالعقم إلى الحد الذي أصبحت جل المسلسلات المعروضة أجنبية.. كما تساءل عن دور الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري «الهاكا» في المحافظة على الذوق الفني للمشاهد المغربي. وتحدث البرلماني، خلال تعقيب له على جواب وزير الاتصال، عن كون جل الأسر المغربية مستاءة من الكم الهائل من الأفلام المدبلَجة بالدارجة والتي تتضمن ألفاظا نابية ومُخلّة بالحياء، إضافة إلى كونها بعيدة عن الواقع المغربي وثقافته وأخلاقه، داعيا إلى تصحيح الوضع، باعتبار المغرب دولة مسلمة. واعتبر الوزير أن استعمال اللهجة الدارجة في الدبلجة ينبغي أن يُصنَّف ضمن الإيجابيات، قائلا: «إن استعمال اللغة الدراجة حجة لنا لا علينا وهو تكريم للغتنا، وأَفضل من أن ننشر لهجات أخرى، مثل اللهجة السورية أو المصرية»... وتابع قائلا إنه قد يكون من المغاربة من لا تعجبه تلك الأفلام، ولكن الأغلبية الساحقة من المغاربة يتابعون تلك الأفلام التي تتحدث بلغتهم، كما أن المغاربة يدركون أنهم يرون أفلاما تمثل ثقافاتٍ أخرى مغايرةً. ولم يكن من وزير الاتصال خالد الناصري إلا أن رد بالقول إنه لا مجال للحديث عن عقم الإنتاج الفني المغربي، بل على العكس، فإن هذه الظاهرة، أي المسلسلات المدبلجة، موجودة في كل بلدان العالم، وإنه لا يمكن أن تغلق على نفسها بالإنتاج الوطني. وأكد الناصري أن المغرب منفتح على ثقافات أخرى، لكنه مقيد بالضوابط الأخلاقية والحضارية من أجل تحصين المُشاهد. وأشار إلى أن التلفزة المغربية مطوقة بدفتر تحملات وإلى أن «الهاكا» مؤسسة مستقلة عن الجميع وأنه ليس مخولا للحديث باسمها. يُذكر أن موضوع بث المسلسلات المدبلجة على القناتين، خاصة الثانية، تمت إثارته، أكثر من مرة، في البرلمان، بغرفتيه، سواء خلال لقاءات اللجان أو خلال جلسات الأسئلة الشفوية، إذ كثيرا ما عبَّر نواب، سواء من الأغلبية أو المعارضة، عن استيائهم من عرض مسلسلات مدبلجة، معتبرين إياها تسيء إلى الهوية المغربية وتنشر قيم الخيانة الزوجية أو التطبيع مع الأطفال غير الشرعيين وغيرها من القيم التي اعتبرها البرلمانيون لا تمتُّ إلى الواقع المغربي بصلة. وكان، الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية في مجلس النواب قد اعتبر، قبل أشهر، أن الإعلام العمومي لا يلبي تطلعات المغاربة، ويبث برامج سياسية في أوقات متأخرة من الليل. وفي هذا الصدد، قال عمر احجيرة، نائب برلماني عن الفريق الاستقلالي، «إن القناة الأولى والثانية تقدمان مسلسلات «غاملة» وبرامج لا يتابعها أحد»، مشيرا إلى أن كل من هب ودب يشارك في العمل التلفزيوني. وتبث القناتان أفلاما مدبلجة، سواء باللهجة الدارجة أو السورية، خاصة أفلاما تركية وهندية وكورية.