استنكر فنانون بلوغ عدد المسلسلات المدبلجة التي تمطر بها القناة الثانية مشاهديها ثلث البرامج المقدمة يوميا، والتي تشكل بالإضافة إلى الانتاجات الأجنبية أزيد من النصف، مهيمنة بذلك على الإنتاج الوطني من حيث الحصص المخصصة للبث. واعتبر أنور الجندي في تصريح لـالتجديد أن المشاهد المغربي لا يجد مجالا كبيرا لاختيار ما يشاهده، لهيمنة صنف معين، وهو ما يجبره على مشاهدة المسلسلات الرديئة، وعبر عن شديد أسفه لتحريف الدور الذي يجب أن تقوم به الدبلجة في التعريف بالثقافات الأخرى، في إطار أعمال تاريخية وفنية هادفة. وأكد أنور الجندي أنه مع مجموعة من الفنانين ساندوا فكرة الدبلجة، على أن تقوم بدور إيجابي، مستنكرا في نفس الوقت ما تقدمه القناة الثانية في إطار الدبلجة الذي يؤدي إلى انحراف في الفكر والسلوك، على حد تعبيره. وانتقد أنور الجندي بشدة الطريقة التي تمت بها الدبلجة إلى الدارجة المغربية، معتبرا أن هذه الأخيرة أقرب إلى اللغة العربية، وعبر الجندي أن اللهجة المستعملة سوقية، وما يجب أن يكون هو الرقي بالأذواق وليس تقريب الفن بهذا الشكل. واستنكر الطيب العلج ما وصلت إليه الأمور في دعم الانتاجات الأجنبية واستقطابها في مقابل تدمير الإنتاج الوطني، واعتبر العلج أن المنتوج الأجنبي يتمغرب في عيون القائمين على القناتين الأولى والثانية، لكي يصبح مستحقا للدعم والبث والمشاهدة . وأشار العلج في تصريح لـالتجديد أن الدعم أصبح يفضل الإنتاجات الرديئة، والتي تعد فنيا دون المستوى، وتقدم في قوالب بدون بداية ولا نهاية، مضيفا أن هذه الانتاجات والمسلسلات الرديئة تؤدي إلى تمييع الذوق والنزول به إلى أدنى المستويات، على حد تعبيره. وتبث القناة الثانية ست مسلسلات مدبلجة يوميا، تبدأ من الساعة 903 صباحا، بالمسلسل المكسيكي حب في الصحراء، يليه بعد ذلك بفترة قصيرة المسلسل المكسيكي فيرجينيا، ثم مسلسل لحظة وداع ، يليه مسلسل سحر الغجريات، ثم مسلسلآنا، وتبث القناة الأولى مسلسلي نور وزهرة في حياتي بشكل يومي، وهو ما يجعل الإعلام العمومي المغربي يضع المسلسلات المدبلجة في الرتبة الأولى من حيث مواقيت البث. وتبث هذه المسلسلات المدبلجة بمعدل ساعة واحدة لكل مسلسل في اليوم، أي ما مجموعه ست ساعات من البث اليومي، وهو ما يقارب ثلث الوقت الذي تبث فيه القناة الثانية برامجها التلفزية. وفي إعلاناتها الحالية تعد القناة الثانية مشاهديها ببث مسلسلات تركية مدبلجة إلى الدارجة المغربية، وفق المعايير التي بثت بها المسلسل الأول، وتستند القناة إلى تزايد عدد مشاهدي المسلسلات المدبلجة بعد استعمال الدارجة المغربية، وهو ما يثير سؤال مكانة الإنتاج الوطني والجودة واحترام دفتر التحملات.