بسبب البناء السري الذي يراه الجميع من بعيد نشأ تجمع سكني في سفوح جبال أكادير بعيدا عن مراقبة الوكالة الحضرية ودون علم من المجلس البلدي، إلى أن تفاجأ الجميع بتجمع سكني تمثله أزيد من سبع جمعيات تطالب بأن يتم إدماج هذه التجمعات السكنية في المدار الحضري للمدينة، إلا أن العديد من التحديات التي خلقها هذا التجمع السكني المعلق في الجبال دون طرقات تسهل مرور الأمن والخدمات الصحية والتعليم ودون بنيات تحتية تؤمن الماء والكهرباء. فأصبحت عبئا ثقيلا على المجلس البلدي ويتطلب إعادة هيكلتها عقودا من الزمن، لكن في انتظار ذلك فإن هذه الجبال ستظل تصدر لأكادير «الجميلة »كل الظواهر غير الجميلة. هذا الحي القريب من الحي الصناعي لأيت ملول والذي يتضمن العديد من محطات تلفيف الخضر والفواكه والتي تعتمد على يد عاملة كلها من النساء، الأمر الذي يجعل أيت ملول قبلة للعديد من الفتيات اللواتي قدمن من كل جهات المملكة من أجل الحصول على فرصة عمل فتحولت بعض العمارات والمنازل إلى تجمعات كثيرة لهؤلاء العاملات، بحيث إنه في الغرفة الواحدة قد تجد أكثر من فتاتين، الأمر الذي ينتج عنه تجمع سكاني أغلبه نساء ويكون مسرحا للعديد من المشاحنات والمشاجرات التي ينتهي أغلبها في قسم الشرطة. لكن أخطر النتائج التي تسفر عنها هذه التجمعات هي أن العديد من الأطفال المتخلى عنهم والمجهولي النسب تتصاعد وتيرة العثور عليهم. كما أن بعض الجمعيات المتخصصة في العناية بهؤلاء الأطفال أصبحت تستقبل أعدادا هامة من هؤلاء وأغلبهم من أبناء العاملات في الضيعات الفلاحية ومعامل تلفيف الخضر والفواكه. كما أن هذه المناطق أصبحت قبلة لكل الباحثين عن اللذة والنصب والاحتيال على الفتيات اللواتي يكن في حالة نفسية وعائلية مزرية، لأن أغلبهن قد غادرن بيوت عائلاتهن في ظروف غير عادية، إما بسبب خلاف مع الوالدين أو بسبب الفقر وغيرها من الأسباب لأن المجيء للعمل بهذا القطاع ليس دافعه هو الحصول دائما على مدخول فقط، بل هروب من واقع مرير في غالب الأحيان، فكل واحدة من الفتيات العاملات تحمل معها قصة فريدة من نوعها. فالتجمعات السكنية المحيطة بالحي الصناعي أيت ملول أصبحت المزود الرئيسي لأكادير الكبرى بالأطفال المتخلى عنهم والتي بلغت أخبارها القاصي والداني والجمعيات العاملة في المجال، كما أن جمعيات محاربة السيدا تعتبر هذه الفضاءات من أخصب فضاءات عملها لكنها تتكتم على الظواهر الحقيقية والخطيرة التي توجد داخل هذه التجمعات وحجم الأمراض المنقولة جنسيا المنتشرة بشكل خطير في هذه الأوساط.