عن سن تناهز الواحدة والسبعين، توفي ليلة الأحد الأخير بالعاصمة الفرنسية باريس، المصمم العالمي الشهير إيڤ سان لوران، بعد صراع يزيد عن سنة مع سرطان في الدماغ. وقد تأكد من وسائل الإعلام الفرنسية أن تشييع جنازة الراحل ستتم غدا الخميس بكنيسة سان روش بباريس، وستعرف حضور عدد من الشخصيات السياسية والثقافية يتقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وكان إيڤ سان لوران، الذي اعتزل عالم الأزياء سنة 2002، قد ارتبط وجدانيا بالمغرب وبمدينة مراكش على الخصوص، بعد أن هاجر مبكرا مدينة وهران الجزائرية التي رأى فيها النور سنة 1937. وحسب ما أعلنت عنه مؤسسة إيڤ سان لوران في موقعها على الأنترنت، فقد تقرر، استجابة لوصية الراحل، دفن رماد جثمانه وسط أزهار ونباتات حديقة ماجوريل بمراكش التي كان قد اشتراها رفقة صديقه بيير بيرجي بداية الثمانينيات من القرن الماضي. إيڤ سان لوران، الذي أجمعت أصوات النقاد على أنه استلهم من المغرب تفاصيل كثيرة من أزيائه، كما أضواء وألوان المدينة الحمراء والجنوب المغربي، «عرف كيف ينقل الأزياء إلى مصاف الفنون الراقية»، بتعبير الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. معلوم كذلك أن إيڤ سان لوران ظل طوال حياته مصرا على أن يمتلك عددا من الدور والفيلات بالمغرب الذي كان كثير التردد على ترابه، وكان آخر مرة زار فيها بلادنا سنة 2006، وهي السنة التي اختار فيها قضاء عطلته الصيفية بين مقر إقامته الفاخرة بطنجة وبمراكش. كما يمتلك إيڤ سان لوران فيلا شاطئية بالمنتجع السياحي بالوليدية، حيث كان يقضي هناك أياما شتوية متخفيا وسط صغار البحارة وبسطاء القرى المجاورة، فيما كانت مراكش ملتقى وجدانيا لديه ارتبطت عنده بالستينيات من القرن الماضي، لما دخلها لأول مرة وتعرف فيها على كل أنواع الحضارة العربية الأمازيغية والأندلسية. «الموضة حكمها الزوال، ووحده الأسلوب يبقى»، تلك هي المقولة الخالدة لإيڤ سان لوران، المصمم الذي ألبس كبار مشاهير نساء العالم، من أميرة موناكو وفاتنة هوليود غريس كيلي، إلى كارلا بروني، زوجة ساركوزي، حتى كبار نجمات السينما، أمثال بريجيت باردو وإليزابث تايلور. إيڤ سان لوران، وبشهادة مقربين منه، كان بالرغم من الشهرة منعزلا وكتوما وجد كريم، هو الذي عبر أزيائه «مكن نساء العالم من سلطة حقيقية»، بتعبير صديقه الوفي بيير بيرجي، الذي خصص معه أموالا ضخمة لترميم وإصلاح حديقة الرسام العالمي والفرنسي جاك ماجوريل بمراكش، التي مازالت تستقبل أسبوعيا الآلاف من سياح العالم ممن يزورون المدينة الحمراء.