تم زوال أمس بالدارالبيضاء تشييع جنازة المقاوم محمد البصري أحد مجاهدي ومناضلي الحركة الوطنية، وأحد قادة جيش التحرير، الذي وافته المنية فجر أول أمس الثلاثاء بمدينة الشاون عن سن تناهز 73 سنة. وقد ووري جثمان الفقيد الثرى بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، في لحظات مهيبة وبحضور ممثلي قادة كل الهيئات والأحزاب السياسية والتنظيمات الإسلامية واليسارية، ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين السيدان عبد الواحد الراضي ومصطفى عكاشة وعدد من الوزراء، وممثلين عن المقاومين وأعضاء جيش التحرير ووالي جهة الدارالبيضاء الكبرى وعمال مقاطعات عمالة الدارالبيضاء وشخصيات وطنية، وممثلون عن المجتمع المدني وممثل عن المؤتمر القومي العربي وممثل عن سفارة دولة فلسطين بالمغرب وعدة شخصيات أخرى. وتميزت مراسيم تشييع جنازة الفقيه البصري بإلقاء ثلاث كلمات تأبينية، الأولى للحبيب الفرقاني نيابة عن عدد من الهيئات وعن رفقاء درب الفقيد في الكفاح، كلمة عدد فيها خصاله ومناقبه الوطنية وكفاحه من أجل استقلال المغرب وعزته وكرامته، والثانية للأستاذ معن بشور الأمين للمؤتمر القومي العربي، والثالثة للأستاذ عبد الحميد مهري رئيس وزراء سابق للجزائر. وقد كانت مراسيم التشييع المهيبة لجنازة محمد الفقيه البصري رحمه الله محطة للتجميع بين مختلف التيارات والأطياف السياسية والفكرية بنفس القوة التي كان الفقيد يجسدها في مواقف وأفكاره في حياته، وهو الذي ظل إلى آخرالساعات من عمره يسأل عن حال التواصل بين الإسلاميين واليساريين، ولايرى حلا لمشاكل البلاد إلا في التعاون والحوار والتواصل بين مختلف القوى السياسية، بدل الشقاق والتنافر والصراعات الفارغة، منافحا عن الهوية الإسلامية للمغرب. يذكر أن الفقيد رحمه الله كان قد تعرض في الأيام الأخيرة من حياته لأزمة قلبية خضع إثرها لعملية جراحية بباريس تحت رعاية ملكية. تماثل بعدها للشفاء، حيث بعث على إثر ذلك برسالة شكر وامتنان لجلالة الملك محمد السادس عبر فيها عن تقديره وامتنانه الخاصين لجلالته ولالتفاتته الكريمة. لكن قدر الله تصرف ولا راد لقدره وقضائه، فوافته المنية فجر يوم الثلاثاء 14/10/2003 بمدينة شفشاون، حيث حان مفترضا أن يقضي فترة نقاهة. م.ع