عرضت دار المزاد البريطانية الشهيرة «كريستي» فيلا المصمم العالمي الراحل إيف سان لوران بطنجة للبيع، كما عرضت إقامة هيلفيتيا بمراكش بيع فيلا «مبروكة» التي كان يملكها سان لوران قبل وفاته، دون تقديم أي معلومات بخصوص مبلغ البيع. وتطل الفيلا بغرفها الخمس على البحر الأبيض المتوسط قريبا من مضيق جبل طارق، وتحيط بها حديقة غناء بأشجار مثمرة. وكان سان لوران قد اقتنى هذه الفيلا سنة 1998. وأعلنت «كريستي» أن الجزء الثاني من عملية بيع المتعلقات الخاصة بالمصمم الراحل ستبدأ أيام 17 و18 و 19 نونبر القادم بالعاصمة الفرنسية باريس. وانتهى الفصل الأول من عملية بيع المجموعة الأولى من ممتلكات إيف سان لوران في فبراير الماضي، وهي عملية البيع التي اعتبرها المتتبعون «صفقة القرن»، وبلغت قيمة الآثار والأشياء التي جمعها طيلة 40 سنة ما يناهز 373.5 مليون أورو، وتجاوز السعر الأرقام المبدئية التي قدرت حجم المبيعات بحوالي 300 مليون أورو. وتقدر القيمة الإجمالية للقطع المعروضة بين ثلاثة وأربعة ملايين يورو في مقابل 5.342 مليون يورو جمعت خلال مزاد الشتاء، وهو رقم قياسي، لمزاد يشمل مقتنيات شخصية، بفضل لوحات كبار الرسامين التي عرضت للبيع فيه. وإلى جانب القطع الفنية المختلفة، تعرض الدار أيضا قطعا بسيطة مثل علب صغيرة من طراز «آر ديكو» يبلغ سعرها 300 أورو، إضافة إلى عشر مجوهرات كان يملكها مصمم الأزياء، يتجاوز سعر بيعها 800 أورو، إلى جانب حقائب كان يملكها إيف سان لوران من تصميم لوي فيوتون أو ايرميس. وستعرض أيضا سيارته الأخيرة للبيع وهي مرسيدس «إس 350 إل»، سوداء اللون، اقتناها عام 2007، ويقدر سعرها بين 30 و50 ألف أورو. وبلغت قيمة المبيعات في دار كريستي للمزادات، وهي الأكبر في العالم، 1.2 مليار جنيه استرليني في النصف الأول من 2009 مسجلة انخفاضا قدره 35 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وعلى الرغم من هذا التراجع الحاد الذي يعكس الصعوبات الاقتصادية العالمية، كشفت كريستي أن النسبة المئوية للمعروضات المباعة زادت 5 في المائة في 2009 إلى 78.3 في المائة. وقالت دار سوذبي المنافسة لكريستي ودور أخرى للمزادات أصغر حجما إنه بينما أثرت الأزمة المالية على الأسعار، فإن الطلب على الأعمال المختارة ظل مستقرا نسبيا. وبلغ ايف سان لوران الذي ولد عام 1936 في وهران بالجزائر، ذروة المجد في مستهل شبابه. فقد وصل ايف سان لوران إلى باريس في ال17 من عمره، وسرعان ما أصبح مساعد كريستيان ديور ثم خلفه بعد وفاته المفاجئة سنة 1957. ومنذ العرض الأول الذي نظمه عام 1958، تذوق المدير الفني الشاب طعم النجاح بفضل تصميماته «ترابيز» التي خرجت عن التصاميم المألوفة في تلك المرحلة. وسنة 1961، أنشأ دارا للأزياء بالاشتراك مع بيار برجيه، الأول بصفته مديرا والثاني مصمما، ومعا بنيا امبراطورية طاف شعارها المؤلف من ثلاثة أحرف سوداء متشابكة كافة أنحاء العالم. وودع ايف سان لوران عالم الأزياء بإعلان اعتزاله في 2002، بعد 40 عاماً من النجاح والشهرة.