فى نهاية ماسيف دى موريه، بالقرب من بينينسولا وبعيدا عن التلوث والأماكن المزدحمة المليئة بالمبانى، تقع القرية البروفنسية سان تروبي والتي تقع في بيئة محمية، ويعتبرها الأثرياء مملكة للراحة والاستجمام، حيث إنها مليئة بالنباتات الخضراء ذات الجمال المميز وخامس أفضل شاطئ في أوروبا... إنها أغلى مدينة في العالم إذ إن فنادقها محجوزة صيفا وشتاء قبل سنة أو حتى سنتين. منذ ستينيات القرن الماضي، ظلت هذه القرية الصغيرة وجهة نجوم العالم، لتتحول بالتدريج إلى ما يشبه الجنة بالنسبة إلى المنعشين العقاريين ومؤجري اليخوت ومالكي النوادي الليلية. ساهمت الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو سنة 1960 في تسليط الضوء على هذه المدينة الصغيرة بعد أن اقتنت فيلا أطلقت عليها اسم «مادراغ»، نظمت فيها حفلات ولقاءات مع أصدقائها، وكشفت أن الفيلا ستتحول بعد وفاتها إلى متحف يزوره عشاق فنها. ويفضل العديد من الشخصيات المعروفة في العالم قضاء عطلتهم في سان تروبيز، ويطول بحثهم من أجل إيجاد فيلا تطل على البحر، ويتجاوز سعر المنازل التي تستجيب لأذواق واختيارات النجوم 200 ألف أورو شهريا، أي مبلغ إيجار يتجاوز 35 ألف أورو في الأسبوع. وإذا كان بعض المشاهير يكترون فيلات لقضاء عطلهم في هذه المدينة، فإن البعض الآخر يفضل شراء إقامات بسان تروبيز، وهو ما قام به رجل الأعمال الروسي ومالك نادي شيلسي اللندني رومان أبراموفيتش الذي استثمر 43 مليون أورو في منطقة قريبة من قمة كابون الجبلية، إضافة إلى الثري المصري محمد الفايد الذي يملك فيلا في «سان تروبيز» ويختاً في فرنسا.. للحصول على ملكية عقارية داخل هذه المدينة، يجب على الراغب في ذلك أن يوفر مبلغا ماليا يتجاوز 15 مليون أورو. تقترح مجموعة «بريغانتين» على السياح لمدة خمسة أيام في الأسبوع، القيام بجولة بحرية للاستمتاع بخليج سان تروبيز، ويبلغ سعر التذكرة تسعة أوروهات للشخص البالغ و5 أوروهات للطفل الذي لا يتجاوز عمره عشر سنوات. ويدفع السياح مبالغ أكثر للظفر بجولة سياحية لمشاهدة خليج «كانوبيي» الوجهة المفضلة للمشاهير والتقاط صور نادرة لهم. وتظل اليخوت راسية على الضفة البحرية لميناء سان تروبيز خلال العطلة الصيفية، ويملك كل شخص موقعا معينا في الميناء إذ يبقى داخل اليخت ولا يغادره مقابل دفع 3500 أورو أسبوعيا، وإذا ما قرر التحرك من مكانه للقيام بجولة قصيرة، فيضطر إلى دفع ضعف هذا المبلغ. وتدفع العديد من النوادي الليلية مبالغ مالية كبيرة لنجوم الفن والرياضة من أجل حضور السهرات التي تنظمها، وتخصص هذه المؤسسات ميزانية تتجاوز 44 ألف أورو للفوز بموافقة الأثرياء من أجل حضور حفلاتها الليلية.