عاد شبح الاختطافات من جديد بعد حوالي ثلاثة أشهر من موجة الاختطافات التي شهدها المغرب قبيل الإعلان عن اعتقال شبكة عبد القادر بلعيرج، المتهم بالإرهاب، إذ سجل شهر ماي الماضي اختطاف ثلاثة مواطنين بكل من طنجة وتطوانوالعرائش، لايزال مصيرهم مجهولا. وقالت زوجة حميد بوشيبي، الذي اختطف يوم 13 ماي الماضي، في اتصال ب«المساء»، إن أربعة أفراد من رجال الأمن اختطفوا زوجها في الساعة العاشرة ليلا من بيته بحومة الشوك بطنجة، وإنها تجهل مكان تواجده حتى الساعة، وأضافت أن رجال الأمن قالوا لزوجها، الذي يعمل صباغا والمزداد عام 1983، إنهم يريدون توجيه أسئلة إليه تتعلق ببعض الأشخاص وسيرجعونه بعد ذلك إلى بيته، لكن ذلك لم يحصل. وفي تطوان اختطف نور الدين بنصالح يوم 24 ماي الماضي على الساعة التاسعة ليلا من أمام بيته، كما اختطف أنس لخنيشي، 21 عاما، الذي ينحدر من العرائش والذي كان يتابع دراسته بالسنة الأولى في المعهد الوطني للبريد والمواصلات بالرباط وكان يقيم بداخلية المعهد، وقد اختفى أثناء توجهه من الرباط إلى الجديدة قصد وضع طلب خاص بإجراء تدريب لفائدة المعهد في المكتب الشريف للفوسفاط. ووجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان رسالة إلى كل من وزراء العدل والداخلية والمدير العام للأمن الوطني، تطالب بفتح بحث وتحقيق بشأن مصير لخنيشي وبنصالح للكشف عن مصيرهما «ضمانا لحقهما في الأمان الشخصي والسلامة البدنية وحماية لكافة حقوقهما المنصوص عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان كما في القانون المغربي، مع ترتيب الإجراءات القانونية اللازمة في الموضوع وموافاة الجمعية وعائلات المعنيين والرأي العام بنتائج البحث والتحقيق»، حسب الرسالة التي توصلت «المساء» بنسخة منها. وفي تصريحات للجريدة، قال نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عبد الإله بنعبد السلام إن عودة موجة الاختطافات في المغرب ليست جديدة، إذ عادت لتخيم على البلاد من جديد بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001، ثم بعد تفجيرات الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، مضيفا أن معتقل تمارة السري كان يعتبر المكان الذي ينقل إليه الأشخاص المختطفون، ويمارس في حقهم التعذيب وبعض التجاوزات الأخرى للقانون، وتابع بنعبد السلام قائلا إن عودة شبح الاختطافات «توضح أن المغرب مازال يشهد البون الشاسع بين التصريحات الرسمية والممارسة في الواقع، ولم يضع بعد قطار احترام حقوق الإنسان والديمقراطية على سكته الصحيحة».