علمت «المساء» من مصادر متطابقة أن خمسة أشخاص على الأقل قد تم اختطافهم من مدينة العرائش من طرف عناصر مجهولة يوم 24 ماي الماضي، وهو نفس التاريخ الذي تمت فيه اختطافات أخرى في مدينتي تطوان وطنجة. ووفق مصادرنا، فقد شملت الاختطافات بمدينة العرائش كلا من عمر بلمهدي، البالغ من العمر 23 سنة، والذي سبق له أن تعرض للاختطاف أربع مرات، حيث يطلق سراحه كل مرة دون محاكمته، أو تدوين ذلك في محضر أمني، كما اختطف، في الحادية عشرة والنصف من ليلة 24 ماي الماضي، قاسم البقالي، 24 سنة، وهو متزوج، والذي وضعت زوجته مولودها أسبوعا قبل اختطافه، كما شملت الاختطافات كلا من سعيد أمنصور، البالغ من العمر 41 سنة، ورشيد احداداو، 33 سنة، هذا الأخير تقول مصادرنا إنه تم اختطافه من داخل سيارة المقاولة التي يشتغل لديها، حيث تم تركها أمام مارشي سنطرال بمدينة العرائش، واختطف ناصر الدين الصغيري، البالغ من العمر 32 سنة، حيث اقتادته عناصر مجهولة، حسب نفس المصادر، من داخل المخبزة التي يشتغل فيها، وسبق له أن قضى حكما بسنة وأربعة أشهر سجنا بعد تفجيرات 16 مارس بالدار البيضاء. وتضيف، المصادر ذاتها أن بعض عمليات الاختطافات كانت تتم بواسطة سيارات تحمل لوحات أرقام أجنبية، تتوجه مباشرة إلى بعض المساجد أو مباشرة إلى أماكن العمل، كحالة عمر بلمهدي. وإلى حدود اليوم، وبعد مرور 34 يوماً، مازالت كل العائلات في مدن تطوان وطنجة والعرائش تجهل مصير أبنائها. وحسب ما أفادت به العائلات في اتصال لها ب«المساء» فإن كل مفوضيات ومراكز الأمن تنفي علمها بالأمر، كما أن عائلة رشيد احداداو اتصلت بعدد من السجون، من بينها سجن الزاكي، لمعرفة مصير ابنها إلا أن إدارة السجن نفت تواجده داخله. وفي غياب أي تصريح رسمي بخصوص عودة شبح الاختطافات، فقد بادرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وعائلات الضحايا بتوجيه عدة رسائل بهذا الشأن إلى كل من وزراء العدل والداخلية والمدير العام للأمن الوطني، تطالب فيها بفتح بحث وتحقيق للكشف عن مصير المختطفين «ضمانا لحقهم في الأمان الشخصي والسلامة البدنية وحماية لكافة حقوقهم المنصوص عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، كما في القانون المغربي، مع ترتيب الإجراءات القانونية اللازمة في الموضوع»، كما علمت «المساء» أن فرع الجمعية بمدينة العرائش وجه بدوره رسالة مماثلة إلى الوكيل العام للملك ووكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالعرائش، وهو نفس الإجراء الذي قامت به عائلة نور الدين بن صالح الذي اختطف من مدينة تطوان، وكذلك كريمة الشنتوف، زوجة عبد العزيز الدنكير، حيث رفض وكيل الملك تسلم شكايتها التي تطالبه فيها بالتدخل لمعرفة مصير زوجها، حسب ما صرحت به ل»المساء».