لم يكد يمضي 22 يوما عن أحكام قضائية تراوحت مدتها ما بين سنة وثماني سنوات سجنا مع النفاذ في حق 27 عنصرا ينتمون إلى «خلية تطوان»، حتى تم الإعلان ظهر أول أمس عن اعتقال 35 عضوا آخر في شبكة جديدة في عدة مدن من بينها مدينة تطوان. وحسب مصادر أمنية، فإن مصالحها «ألقت القبض على 35 عضوا في شبكة إرهابية في كل من مدن تطوان، وطنجة، والعرائش، ووجدة، والرباط، وعين توجطات، وخريبكة»، مضيفة أن المعتقلين كانوا «متخصصين في تجنيد المتطوعين لفائدة فرعي تنظيم «القاعدة» في كل من العراق والجزائر. وأوضحت وكالة فرانس بريس أن هذه الشبكة «قامت باستقطاب وإرسال حوالي 30 مرشحا للقيام بعمليات انتحارية في العراق، وثلاثة متطوعين للقتال في صفوف تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»بالجزائر، كما أشارت إلى أن المتهمين كانوا «يخططون أيضا للقيام بأعمال إرهابية داخل المغرب». وكانت «المساء» قد كشفت في أعداد سابقة حالات مختلفة من الاختطافات شملت عددا من الأشخاص بتطوان، وطنجة، والعرائش، والتي انطلقت منذ مساء يوم 24 ماي الماضي، حيث لا يعرف مصيرهم أو المنسوب إليهم رغم البلاغ الرسمي الذي أعلن عن تفكيك الشبكة، والذي لم يصدر سوى بعد مرور 38 يوما عن تاريخ الاختطافات. وفي لقاء أجرته «المساء» يوم أول أمس مع كريمة الشنتوف زوجة أحد المختطفين، فإن هذه الأخيرة مازالت وإلى حدود يوم الإعلان عن تفكيك الشبكة لم تتوصل بأي إشعار أو بلاغ يعلمها بمصير زوجها عبد العزيز الدنكير، وما إذا كان من ضمن المعتقلين. «لا يعقل أن تتم الأمور بهذا الشكل فأنا لم أتوصل بأي إشعار حول مصير زوجي منذ شهر ونصف»، تقول كريمة. وقالت مصادر أمنية إن مصالحها لم تضبط بحوزة المعتقلين أية أسلحة نارية أو خرائط طبوغرافية للمناطق المستهدفة، أو رسائل أو منشورات، وهو ما تستغربه كريمة، «إذا كان زوجي من ضمن المعتقلين، فما هي التهم الموجهة إليه إذن؟»، تتساءل كريمة في مساء يوم الإعلان عن تفكيك الشبكة. نفس المصادر أوضحت أن بعض المعتقلين سبق لهم أن غادروا المغرب في اتجاه الجزائر لالتحاق «بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، فيما سبق وأن قاتل آخرون بالعراق إلى جانب تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بعدما تلقوا تدريبات شبه عسكرية، وهو ما تنفيه كريمة، مؤكدة أن زوجها البالغ من العمر 26 سنة لم يسبق له السفر خارج المغرب، كما أنه لا يتوفر على جواز سفر، حيث سبق وأن سحبته منه المصالح الأمنية بعدما حكم عليه بالبراءة من طرف محكمة سلا سنة 2005. «إذا كان زوجي من ضمن المعتقلين فإنني أؤكد براءته من التهم المنسوبة إليه. عبد العزيز لا علاقة له تماما بأي تنظيم أو جماعة متطرفة»، تقول الزوجة. من جهتها، تقول أسرة نور الدين بن صالح أنه لم يتم إعلامها كذلك وإلى غاية اليوم بمصير زوجها والتهم الموجهة إليه. أما في مدينة العرائش فقد كانت «المساء» قد أوردت أسماء خمسة أشخاص يحتمل أنهم من ضمن المعتقلين في «الشبكة» التي تم الإعلان عن تفكيكها، وهم: عمر بلمهدي، البالغ من العمر 23 سنة، والذي سبق له أن تعرض للاختطاف أربع مرات، حيث يطلق سراحه كل مرة دون محاكمته، وقاسم البقالي، 24 سنة، وسعيد أمنصور، البالغ من العمر 41 سنة، ورشيد احداداو، 33 سنة، بالإضافة إلى ناصر الدين الصغيري، البالغ من العمر 32 سنة. وتشير المصادر الأمنية ذاتها إلى أن بعض المعتقلين عادوا إلى المغرب لتنفيذ عمليات إرهابية، مازالت تجهل طبيعتها إلى حد الآن، مشيرة إلى أن بعضهم كان «يود» التسلل إلى الجزائر، خاصة من لم يسبق لهم الالتحاق بتنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين».