عاد شبح اختطاف المشتبه فيهم في قضايا الإرهاب ليخيم من جديد على سماء المملكة. والمثير في هذه الاختطافات أن منفذيها، من الأجهزة الأمنية السرية، يداهمون منازل المشتبه فيهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء إشهار بطائقهم المهنية التي تثبت انتماءهم إلى سلك الأمن. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن هذه الأجهزة الأمنية السرية غالبا ما تنفذ اختطافاتها في وقت متأخر من الليل، وهو الأمر الذي يتسبب في حالة رعب قصوى تعيشها عائلات المشتبه فيهم، ولاسيما الأطفال. وندد منتدى الكرامة لحقوق الإنسان بهذه الاختفاءات التي تتم وفق مسطرة غير قانونية، داعيا في رسالة بعث بها إلى شكيب بنموسى، وزير الداخلية، إلى ضرورة التدخل العاجل لمعرفة مصير 11 مختفيا ينحدرون من مدينة طنجة بناء على شكايات توصل بها المنتدى. وأكد المنتدى، في رسالة موجهة إلى بنموسى، أنه توصل بأربع شكايات يصرح فيها أصحابها باختفاء أبنائهم بمدينة طنجة ما بين 5 و9 من شتنبر الجاري وبأنهم يجهلون مصيرهم، ويتعلق الأمر بكل من عزيز بليلط (27 سنة) ورشيد غيلان (23 سنة) اللذين اختفيا يوم 5 من الشهر الجاري، حيث اختفى الأول، ومهنته نجار، بعدما خرج من المنزل لأداء صلاة العصر، بينما الثاني، ومهنته تاجر، أكدت عائلته أنه تعرض للاختطاف من طرف ثلاثة أشخاص مجهولين من محل تجارته. كما أفادت عائلة محمد الزهيري، (22 سنة)، بأن ابنها، وهو طالب قرآني بأحد المساجد بالخراشفة بإقليم العرائش، تعرض لعملية اختطاف من طرف مجهولين بالمسجد المذكور يوم الأحد 6 شتنبر، بينما عبد الإله الخمليشي (26 سنة)، الذي يعمل كسائق سيارة أجرة، اختطف من طرف مجهولين من أمام باب المنزل يوم الأربعاء 09 من الشهر ذاته. وعرفت مدينة طنجة بداية الشهر الجاري اختفاء شبان آخرين، وهم محمد الربيعي ومحمد أبنيودود ومحمد الموذن وعبد الحفيظ الحسني العروسي وأحمد بوزيد والحسين العصعاص وأنور الفايد. وأكدت بعض أسر المختفين ل«المساء» أن مصير أبنائها لم يتم الكشف عنه وأن طريقة اختفائهم تشبه «الطريقة التي يتم وفقها اختطاف المعتقلين الذين يتابعون في إطار ملفات الإرهاب ويزج بهم في المعتقل السري بتمارة». وطالبت الأسر المسؤولين بالتدخل من أجل الكشف عن مصير أبنائها الذين اختفوا منذ أسبوعين بعد أن أكدت أنه رغم لجوئها إلى المصالح الأمنية بمدينة طنجة فإنها أكدت عدم علمها بالموضوع.