أكد مصطفى فارس، رئيس الودادية الحسنية للقضاة، أن مدونة القيم القضائية جاءت منسجمة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومع المؤتمر الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والمبادئ والحقوق، التي تنص عليها الاتفاقيات الدولية، والأعراف القضائية، خاصة مبادئ وتوصيات الاتحاد العالمي للقضاة. وأضاف فارس، على هامش الندوة الوطنية حول الخطاب الملكي ومدونة القيم القضائية، أن الهدف من المدونة هو تأمين مبدأ استقلال السلطة القضائية، والدفاع عنها، وحماية وحصانة القضاة وكرامتهم، وتقوية علاقات المودة والتضامن بينهم، والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم المشروعة، والرفع من شأن القضاء، وتصحيح ما يعوق مسيرته، وتكريس المهنة لخدمة الوطن. وأوضح فارس أن "مدونة القيم القضائية، النابعة من إرادة القضاة، الذين انتظموا داخل الودادية الحسنية للقضاة، من خلال عقد لقاءات متعددة ، تشكل ميثاقا بين القضاة، يسطر مجال تحركهم وتصرفهم، وضابطا معياريا لتقييم المسار القضائي لكل رجالاته". وتتمثل مبادئ المدونة في استقلال القاضي، باعتبار الاستقلال دعامة متينة لقيام المحاكمة العادلة، والنزاهة والتجرد والحياد، والمساواة، باعتبارها سمة تتجسد في حياد القاضي ومعاملته للخصمين على قدم المساواة، بالإضافة إلى الشجاعة الأدبية، المتمثلة في الجرأة، التي تساعد القاضي على حسم الموقف، واتخاذ القرار المناسب، المستمد من القانون والعدل، والوقار والتحفظ ، والكفاءة، التي تجعل القاضي يتوفر على أكبر قدر من المعرفة بالقانون، والعمل القضائي، وتقنيات المعاملات، وأعراف المجتمع، فضلا عن السلوك القضائي، واللياقة، والتضامن بين القضاة، الذي يشكل قوة لمواجهة لوبيات الفساد، ورادعا لمجموعات الضغط، التي تحاول التأثير على القاضي.