كشفت مصادر "المغربية" أنه ألقي القبض على شخصين من تجار الكحول بواد زم، أحدهما تاجر يستغل منزله الشخصي لترويج هذه المواد، فيما يعرضها التاجر الثاني المعروف ب"وجوه المحاكة" للبيع بدكانه، الموجود وسط المدينةوألقي القبض على أحد مموني التجار بهذه المواد بالفقيه بن صالح، على خلفية تسمم ووفاة جماعية لعدد من المهمشين، تناولوا مواد كحولية بالمدينة. أوضحت المصادر نفسها أن السلطات المحلية بواد زم، قامت بحملة تمشيطية واسعة بين باعة العقاقير، وبمتابعة عدد من المشبوه بهم في ترويج الكحول وعقاقير مخدرة وما يعرف ب"الكرابة"، في ظل توضيح ملابسات الحادث. وطالبت فعاليات جمعوية وحقوقية بضرورة حماية هذه الشريحة من سكان المدينة، الذين لا يدركون طبيعة المواد الكحولية التي يتناولونها، كما يجهلون خطورتها على حياتهم. حماية المهمشين طالبت فعاليات حقوقية بواد زم باتخاذ التدابير اللازمة لحماية المشردين من بعض المواد الكحولية التي يتناولونها وهي غير قابلة للاستهلاك، بعد تعرض عدد منهم لتسمم جماعي أدى إلى وفاتهم الأسبوع الماضي. وأفادت مصادر "المغربية" أن عددا من المشردين يتناولون مادة الكحول والسليسيون، أمام الملأ، في غياب أي تدخل لحماية صحتهم، ما يعرض حياتهم للخطر، فيما أوضحت أن هذه الفئة من المشردين تقع، غالبا، ضحية أمراض تقضي على حياتها، فيما يقضي الجوع وموجات البرد على فئة واسعة منهم في عدد من المناطق الجبلية. وقال عبد السلام الماعوني، مندوب وزارة الصحة بواد زم، ل "المغربية" إن سبب وفاة هؤلاء الأشخاص يعود إلى تناولهم مادة سامة، والحالات التي جرى استقبالها تعاني أعراضا سريرية، ويعد الحادث الأول من نوعه بالمدينة. بدوره أكد سليمان جوراني، مدير مستشفى محمد الخامس بواد زم، أن عدد ضحايا المادة السامة بلغ 8 أشخاص، إلى حدود الاثنين الماضي، فيما عاين المستشفى حالات مدمنين آخرين على الكحول جرى القبض عليها من طرف دورية لرجال الأمن، أخلي سبيلها، لا تعاني أعراض تسمم. وأكد رحال الحسيني، ناشط حقوقي، ونقابي، ل "المغربية" أن عددا من المهميش والمشردين يتناولون مواد كحولية، بساحة الشهداء، وقرب محطة القطار، وبالسوق المغطاة، وقرب الحديقة المهجورة المعروفة بين سكان المدينة ب "المايا"، ولا يدركون الخطر، الذي يحدق بحياتهم، كما يؤدي جهلهم لطبيعة المواد التي يتناولونها إلى إصابتهم بأمراض تقضي على حياتهم، مشيرا إلى أن 8 مهمشين لقوا حتفهم، الأسبوع الماضي، والعدد يمكن أن يرتفع بسبب إقبال هذه الشريحة على تناول مواد غير قابلة للاستهلاك، خاصة أن حالتين مازالتا تحت الرعاية الطبية بمستشفى الحسن الثاني بخريبكة. وذكر الناشط الحقوقي أن الفقر والأمية والنوم في العراء، قاسم مشترك بين المهمشين والمشردين، الذين يتناولون الكحول أو السيليسيون، أو المصابين بالأمراض العقلية، الذين يتوافدون على المدينة من برشيد، كونها المحطة الأخيرة للقطار، مشيرا إلى أنه جرى تسجيل حالات وفيات بين المشردين في السنوات السابقة، بسبب موجات البرد القارس، في غياب أي تدخل من الجهات المعنية لحماية هذه الشريحة من المجتمع. كما تحدث عن الخطر الذي يحدق بعدد من المصابين بأمراض عقلية، الذين يجوبون شوارع واد زم، في ظل البرد الذي يسجل حاليا بالمدينة، وفي غياب الرعاية الاجتماعية. "وجوه المحاكة" وأفادت مصادر محلية أن التحاليل الأولية كشفت أن مادة الكحول، التي تناولها المهمشون المتوفون، خالية من مواد سامة، فيما رجحت إمكانية عدم قابليتها للاستهلاك في حالة مزجها بمواد أخرى. كما أكدت المصادر نفسها أن رجال الأمن ألقوا القبض على شخصين يتاجران في مواد كحولية بالمدينة، وممون هذه المادة من الفقيه بنصالح، مشيرة إلى أن الملقب ب "وجوه المحاكة"، الذي ألقي القبض عليه إلى جانب تاجر آخر، معروف بين مدمني المدينة ببيع وترويج مواد كحولية. وأفاد بيان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بوادي زم، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أنه من الضروري فتح تحقيق حول ملابسات الحادث، الذي أودى بمجموعة من المشردين بالمدينة، ويطالب بأخذ التدابير الوقائية اللازمة لتجنب سقوط المزيد من الضحايا. وعبر فرع الجمعية عن انشغاله العميق بالظروف والملابسات، التي جرت فيها هذه الوفيات الجماعية لهؤلاء الضحايا في مدة زمنية لا تتجاوز 48 ساعة، كما استنكر التعامل الذي وصفه بالسلبي مع الوضعية، التي وصفها المصدر بالمأساوية للمهمشين المتعاطين للمواد المخدرة والسامة.