تشهد دار الثقافة بمدينة الشماعية وضعا، وصفه بعض موظفيها ب"الكارثي" نظرا لافتقارها لكل الآليات والمستلزمات، التي يمكن أن تجعل منها دارا للثقافة، بما تحمله الكلمة من معنى.تشكل دار الثقافة حسب رأي موظفيها، مكمن خوف وهلع، بسبب ارتياد المشردين عليها والانزواء في أسوارها، والتعاطي للمخدرات خاصة وأنها لا تتوفر على حارس خاص. كما تفتقد دار الثقافة إلى شبكة الماء الصالح للشرب، ما يؤثر سلبا على نظافة المرفق، إلى جانب اضطرار الموظفين إلى قضاء حاجاتهم في الخلاء، مادام المرفق الصحي يغيب داخلها، الأمر الذي يستنكره الموظفون المحسوبون على رؤوس الأصابع. من جهته، ذكر مصدر مطلع، أن الواقع البئيس لدار الثقافة، لا يشجع على البقاء فيها، إلا أن غياب عمل بديل للموظفين فيها، دفعهم إلى التعايش مع هذا الواقع، متطلعين في الآن نفسه إلى الرفع من مستواه، عن طريق إعادة هيكلة دار الثقافة، وإصلاح بنيتها التحتية، ثم تجهيزها بالمعدات اللازمة في تحصيل العلم والمعرفة. منفى الموظفين وأضاف المصدر ذاته، أنه منذ إنشاء دار الثقافة في أواخر الثمانينيات، لم تحظ بأهمية من قبل القائمين على الشأن المحلي، ما جعل بناءها عرضة للاهتراء والخراب، حتى أصبحت بمثابة نقطة سوداء في مدينة الشماعية، مضيفا أن شباب المدينة بحاجة ماسة إلى مرافق تربوية وتثقيفية مجهزة، تساعد على ترسيخ الوعي الفكري لدى الشباب، خاصة أن معظم هؤلاء داخل الشماعية عاطلون عن العمل. في ظل التهميش، الذي يعانيه موظفو دار الثقافة، يبقى التجاهل واللامبالاة من قبل المسؤولين في هذا الجانب، قائما، خاصة أن شباب المدينة أقلع عن فكرة ارتياد دار الشباب، بحكم أنها لا تستجيب إلى حاجياتهم، ما جعل الموظفين يعيشون في منفى هذه الدار، حسب تعبير بعضهم. واعتبر الموظفون إهمال دار الثقافة وعدم الاهتمام بها، إقبارا لحوافز الشباب على التعليم والتثقيف، في وقت يلزم على المسؤولين تخصيص إمكانيات تنهض بهذه المرافق، لما لها من دور في تأطير الشباب معرفيا وجمعويا. وفي السياق ذاته، كان رئيس اللجنة المكلفة بالشؤون الثقافية والرياضية بالشماعية، صرح ل"المغربية" بأن اللجنة عازمة على تحديد المرافق التربوية والثقافية، والوقوف عند مكامن الخلل فيها، لتجديدها وتحسين خدماتها، خاصة أن هذه المرافق ساهمت في وقت سابق في تأطير عدد من الفاعلين الجمعويين، الذين أبلوا البلاء الحسن في توعية الشباب، وتحفيزهم على المعرفة. انحراف وإجرام كما أكد رئيس اللجنة المكلفة بالشؤون الثقافية والرياضية بالشماعية، أن المدينة تحتضن نسبة مهمة من فئة الشباب، ووجودهم كاف للتفكير في خلق فضاءات تلبي حاجياتهم، تفاديا لانتشار ظواهر الانحراف والإجرام، مجددا التأكيد في الآن نفسه أن النهوض بواقع المرافق التربوية هو مسؤولية جميع القائمين على الشأن المحلي، باعتبار أن توحيد الجهود بنوع من الجدية والتفاني، من شأنه أن يخفف حدة الخصاص، الحاصل في الفضاءات التثقيفية.