اعتبر محمد أبو علي، توليه مهمة الإشراف على تدريب النادي المكناسي بمثابة الارتباط بفريق مدينته "الأم"، مضيفا في حوار مع "الواحة الرياضية " أن شعورا خاصا ينتابه جراء تقلده هذه المسؤولية، التي يحسبها تكليفا، قبل أن تكون تشريفا.وقال مدرب النادي المكناسي، إنه استفاد كثيرا من مسيرته الكروية مع مجموعة من الفرق، لاعبا ومدربا، وأبدى ارتياحه للتركيبة البشرية التي يتألف منها الفريق، مؤكدا عزم مكونات الأخير على بدل كل ما في وسعها للعودة بالفريق إلى حظيرة القسم الأول. من ناحية أخرى، طالب ربان الكوديم الجديد الجماهير المكناسية، التي نعتها بالعاشقة لفريقها حتى النخاع، بالتريث ومساندة العناصر الشابة في الحل والترحال. كيف ترى عودتك إلى الإدارة الفنية للنادي المكناسي؟ - شخصيا، لا أعتبرها عودة، كما يعتقد البعض، بقدر ما أسميها مواصلة الارتباط بالفريق بنفس جديد، على اعتبار أنني تقلدت مهمة الإشراف على الفئات الصغرى للنادي لسنوات مضت، ولم أغادر فريقي النادي المكناسي لحظة واحدة، حتى أعود إليه من جديد، إذ بقيت ملتصقا بمكوناته، ومهتما بشؤونه وقضاياه، بل مكابدا همومه وأزماته، خصوصا تلك المتعلقة بالجانب التقني. ما هو شعورك وأنت تتسلم مهمة تدريب "الفارس الإسماعيلي الأحمر"؟ - عندما أنهيت مسيرتي الكروية، قررت ولوج عالم التدريب من أوسع أبوابه، ما جعلني أعكف على دراسة المهنة، وأشارك بالتالي في الدورات التدريبية داخل الوطن وخارجه، إلى أن حصلت على مجموعة من الشهادات والدبلومات، التي تشفع لي في تحمل المسؤولية، بثقة عالية في النفس. بخصوص المشاعر التي تنتابني جراء تقلدي مهمة الإشراف على تدريب النادي المكناسي، فهي صراحة أحاسيس مدرب شاب وطموح، يسعى إلى نقش اسمه على الساحة الوطنية، بل يرغب في توظيف تجربته "المتواضعة"، التي راكمها عبر سنوات الممارسة، في خدمة فريق ليس كباقي الأندية الأخرى، فريق يعشقه حتى النخاع. هنا يكمن، برأيي، الفرق بين الأطر التي لا تربطها بالأندية سوى عقود العمل والإشراف التقنيين، وتلك التي تجمعها بفرقها الأصلية علاقات أكبر من ذلك بكثير. صراحة، أعتبر مهمة تدريب "الكوديم" إنصافا للأطر المحلية، بل واعترافا من المسؤولين بأحقية الأطر المحلية في تحمل المسؤولية، التي نحسبها جميعا تكليفا، قبل أن تكون غير ذلك. ماذا تقصد بالجميع هنا؟ - (مقاطعا) أعني بالطبع أفراد الطاقم الفني للفريق، في شخص عبد ربه، الذي سبق له تأطير الفئات الصغرى للنادي المكناسي، وعبد الحي اللاميني، اللاعب الدولي السابق في صفوف النادي، الذي كان يشغل المهام نفسها، والمعد البدني المقتدر عبد الرزاق بلمجاهد، ومدرب حراس المرمى، نكونو، فنحن نشكل جميعا الإدارة التقنية للنادي. ماذا استفدت من كل هذه التجارب؟ - استفدت أشياء كثيرة، خلال مسيرتي التدريبية، لاعبا ومدربا، خصوصا عندما كنت بجانب الإطار الوطني المقتدر عبد الرحمان السليماني، الذي أعترف له بفضله وجميله علي، على اعتبار أنه ساهم بشكل كبير وفعال في تكويني ميدانيا، ما جعلني أكتسب مزيدا من الخبرة والتمرس. كيف تقيم بدايتك مع الفريق، خلال المباريات السابقة؟ - لن أتأخر في وصف هذه البداية بالموفقة بكل المقاييس، اعتبارا للنتائج الإيجابية المحققة، خلال هذه الفترة الخمسة عشرة نقطة المحصل عليها، منذ توليت الإشراف على الفريق بتحقيق خمسة انتصارات متتالية، وتربعه بالتالي على مقدمة الترتيب، دليل واضح على مدى استيعاب المجموعة ككل للنهج التكتيكي و"الأوطوماتيزمات" ذات الحس الهجومي، التي اشتغلنا عليها، خلال الحصص التدريبية اليومية مع اللاعبين، ما أعطى للمجموعة نفسا متجددا، سواء على المستوى التكتيكي أو البدني، وهذا بالطبع يرجع الفضل فيه إلى اشتغال المجموعة التقنية ككل. هل أنت مقتنع بالتركيبة البشرية للفريق الأحمر، خصوصا أن الأخير مقبل على اللعب من أجل الصعود؟ - إن استمرار اللاعبين الأساسيين في الدفاع عن ألوان النادي من جهة، ونجاح الفريق في استقطاب وانتداب مجموعة من الأسماء الشابة والموهوبة من جهة ثانية، يجعلاني مطمئنا إلى أبعد حد. صحيح أن الفريق في حاجة ماسة إلى بعض العناصر المتميزة، لكن حاجته إلى شيء من الوقت أكبر وأشد. يقال إن الفريق المكناسي لا يتوفر على نجوم مرموقين، ما رأيك؟ - قوة أي فريق لا تقاس بكثرة النجوم، التي تؤثث خطوطه الثلاثة، بقدر ما تتجسد في نجاعة لعبه الجماعي المدروس، وقدرة مدربه على توظيف اللاعبين توظيفا يجعل منهم قوة ضاربة. شخصيا، أتمنى تدريب فريق نجم بأداء وانضباط عناصره، عوض الإشراف على تأطير فريق يعج بمجموعة من النجوم، فكم من فريق كبير جرت عليه نجومه الويلات، والعكس صحيح. أيام قليلة تفصل النادي المكناسي عن مواجهتين قويتين مع فرق أسفل الترتيب، في إطار الدورة 13و14، هل العناصر المكناسية جاهزة في للمبارتين؟ - كنا نمني النفس بإجراء هذه المباراة، ضمن الدورة 13 الأربعاء الماضي، قبل التوقف من أجل عطلة العيد، لكن ومع ذلك، سنحاول جاهدين تخطي عقبتي نادي الفقيه بنصالح الأحد المقبل، وبعدها اتحاد سيدي قاسم الأسبوع الموالي، وهما مواجهتان قويتان ومثيرتان، لن تخلوا من الندية والتشويق، نظرا لوضعية الفريقين في أسفل الترتيب، لذا نتمنى الخروج منهما بنتيجة مرضية قوامها ست نقاط، حتى يتسنى لنا مواصلة خطانا الثابتة بثقة أكبر في النفس، وقبل هذا وذاك، فالجماهير المكناسية المتحمسة مدعوة مجددا لملء مدرجات الملعب الشرفي، ومطالبة أكثر من أي وقت مضى، بدعم ومساندة العناصر المكناسية. ماذا عن تطلعات النادي المكناسي في منافسات البطولة، خلال الموسم الكروي الجاري؟ - في ظل توفرنا على فريق شاب ومتجانس، وبالنظر إلى المجهودات الجبارة المبذولة من طرف مكونات المكتب المسير، بهدف خلق الأجواء الملائمة لممارسة أفضل، لن نتخلف بطبيعة الحال عن لعب الأدوار الطلائعية، والعودة بالفريق إلى مكانه الطبيعي بالقسم الوطني الأول، وهو المسعى الذي سنعمل على التنافس بكل جدية على إدراكه، وهذا يتطلب منا استخراج كل ما في جعبتنا من أسلحة بدنية وتقنية وتكتيكية ونفسية، حتى نكون في مستوى تطلعات أنصارنا ومحبينا، بل حتى نكون في مستوى السمعة الطيبة، التي ما فتئ يحظى بها النادي المكناسي، محليا ووطنيا.