كشف عبد العزيز كركاش مدرب فريق النادي القنيطري، أنه عندما تولى تدريب الفريق وجد بأن اللاعبين غير جاهزين من الناحية البدنية، وأن تحضيراتهم للبطولة لم تكن جيدة، وأوضح في حوار أجرته معه «المساء» أن الفريق يتوفر على لاعبين جيدين بإمكانهم أن يقولوا كلمتهم مستقبلا، لافتا النظر إلى أنه يحرص دائما على التعاقد مع الفرق التي تعطي الاهتمام للعمل القاعدي. - هل كنت تتوقع أن يكون أول فوز تحققه رفقة فريق النادي القنيطري على حساب فريقك السابق المولودية الوجدية؟ < لم أكن أتوقع إطلاقا أن أحقق أول فوز لي مع فريق النادي القنيطري إلى أن أواجه فريقي السابق المولودية الوجدية بالنظر للأداء الجيد الذي قدمه فريقي خلال المقابلات الأخيرة في البطولة الوطنية واستحقاقه للفوز في مواجهاته السابقة لكل من فريق النادي المكناسي والكوكب المراكشي،أما بخصوص مقابلتنا ضد المولودية الوجدية فكانت مقابلة جد خاصة بحكم وضعية الفريقين معا في سلم الترتيب وحاجتهما للنقاط الثلاثة للمباراة بالإضافة إلى المعرفة الكبيرة لي بإمكانيات لاعبي الفريق الوجدي و المدرب أيت جودي الذي سبق لي أن واجهته في مباراتين خلال الموسم الحالي. لقد كنت مطالبا بتحقيق الفوز احتراما لفريقي الحالي بجميع مكوناته ولتأكيد الخط التصاعدي والأداء الجيد الذي عرفته مقابلاتنا الأخيرة وإدخال الفرحة لقلوب الجماهير القنيطرية التي ساندتنا بقوة طيلة المقابلة. - ما هو تقييمك لمستوى فريق النادي القنيطري خلال هذه الفترة التي أشرفت عليه قبل سبع دورات من اختتام البطولة الوطنية للنخبة لهذا الموسم؟ < لقد توليت مهمة تدريب الفريق في مرحلة صعبة بحكم مرحلة الفراغ التي كان يمر منها و أزمة النتائج التي كان يعيشها بالإضافة إلى أنه مباشرة بعد انطلاقي في تدريب الفريق اتضح لي أن اللاعبين يعانون من إرهاق كبير ولم يقوموا بتحضير جيد قبل انطلاقة البطولة على المستوى البدني حيث استنفذوا كل طاقتهم البدنية خلال مباريات مرحلة الإياب التي كانت تتسم بأسلوب لعب يرتكز بالأساس على الاندفاع البدني للاعبين لذلك كنت مطالبا بالعمل على وضع نهج تكتيكي داخل الفريق دون إجهاد اللاعبين مع محاولة مساعدتهم على استرجاع لياقتهم البدنية وهو ما تطلب منا بعض الوقت حتى نظهر بمستوى جيد، أما اليوم فالجميع يشهد بأن هناك أسلوب لعب جماعي داخل الفريق يرتكز على عمل تكتيكي وهو ما تم لمسه في المباريات الأخيرة التي عرفت تحسنا ملحوظا في أداء الفريق حيث أصبحنا نسجل أهدافنا عن طريق عمليات هجومية جماعية يتم بناؤها من وسط الميدان والدفاع. - ألم تعاني من ضغط الجمهور في بداية إشرافك على تدريب الفريق القنيطري بعد سلسلة النتائج السلبية التي حصدها الفريق قبل قيادتك له؟ < لم أشعر بالضغط بتاتا، بل على العكس من ذلك لقد وجدت كل الدعم و المساندة من الجمهور منذ أول يوم وطئت قدماي الملعب البلدي بالقنيطرة وهو شيء قلما نجده بالفرق الوطنية، صراحة الجمهور القنيطري جمهور حضاري يتمتع بثقافة كروية محترمة تسمح له بتفهم عمل المدرب ومنحه الوقت الكافي للقيام به دون الضغط عليه رغم تعطشه للانتصارات وهو سلوك يعكس تقاليد الفريق و عراقته. - ماذا يمكن القول بخصوص إمكانيات اللاعبين الحاليين بفريق النادي القنيطري؟ < عندما توليت تدريب الفريق حاولت المحافظة على استقرار التركيبة البشرية للاعبين دون وضع متغيرات كبيرة مع الوقوف على إمكانيات جميع اللاعبين ومحاولة توظيفها بشكل جيد، وصراحة اكتشفت بأن فريق النادي القنيطري يتوفر على مجموعة كبيرة من اللاعبين الموهوبين يتمتعون بتقنيات عالية تساعدهم على تطبيق ما هو مطلوب منهم على المستوى التكتيكي، كما يحسنون توظيفها بشكل جيد من أجل إعطاء إضافات للعب الجماعي بالفريق. يمكن القول أن لدي مجال واسع لاختيار اللاعبين بحكم أن الفريق يتوفر حاليا على 20 لاعبا يتدربون مع الفريق الرديف و25 لاعبا مع الفريق الأول وهذا ما سيساهم في خلق تنافس كبير بين جميع اللاعبين ال45 بما أنني لا أعترف باللاعب الرسمي وأعتمد على اللاعب الجاهز الذي يهضم النهج التكتيكي للمقابلة ويتحلى بالانضباط داخل الفريق. - كيف هي ظروف عمل المدرب عزيز كركاش داخل النادي القنيطري؟ < اعتبر نفسي محظوظا بالإشراف على تدريب فريق يترأسه السيد حكيم دومو المعروف بكفاءته بالوسط الكروي القنيطري و تضحيته الكبيرة من أجل الفريق، صراحة الأجواء هنا بفريق النادي القنيطري مواتية جدا للعمل بالنظر للتنظيم الداخلي الذي يعرفه النادي على كافة المستويات والانسجام الحاصل بين جميع مكوناته بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي يلقاه الفريق من جمهوره العريض. الشيء الجميل الذي راقني هنا هو أن الكل يضحي من أجل الفريق ويعطي الاهتمام والأولوية لمصلحة الفريق على مصالحه الشخصية عكس ما وقفت عليه بمدينة وجدة حيث اكتشفت أن بعض الأشخاص داخل الفريق يضربون مصالح الفريق من أجل العمل على خدمة مصالحهم الشخصية. - ماذا تقصد بالقول بأن بعض الأشخاص داخل فريق المولودية الوجدية يضربون مصالح الفريق من أجل العمل على خدمة مصالحهم؟ < عندما قدمت من مدينة بروكسيل إلى مدينة وجدة بطلب من الرئيس الحمامي من أجل الإشراف على تدريب فريق المولودية الوجدية، أتيت بمشروع متكامل للنادي بهدف هيكلة الفريق في جميع الفئات من أجل تكوين لاعبين جيدين للمستقبل بطريقة علمية وصحيحة، كما كان مطلوبا مني كذلك تشبيب فريق الكبار بالاعتماد على لاعبي المنطقة الشرقية لإعداد فريق قوي للمستقبل، وهكذا شرعت في العمل رغم أنني كنت أدرك أن الطريق ليس مفروشا بالورود وأن هناك أشخاص محسوبين على الإدارة التقنية للفريق ستتضرر مصالحهم الشخصية بمجرد أن أنطلق في المشروع لأنهم سيصبحون خارج الفريق بحكم عدم إلمامهم بالأمور التقنية وجهلهم الكبير بأبسط أبجديات العمل التقني داخل فريق لكرة القدم، لكن ما زاد الطينة بلة هذا الموسم هو أن هذه المجموعة التي التي تم إبعادها من الفريق والتي تضررت مصالحها داخله سخرت بعض اللاعبين المعروفين في وسط الفريق خلال مقابلات معلومة في بداية الموسم من أجل عرقلة العمل الذي أقوم به داخل الفريق والإطاحة بي غير مبالية بالضرر الذي قد سيصيب الفريق جراء هذا العمل. لذلك قررت الانفصال عن فريق المولودية خدمة لمصالحه وأشكر بالمناسبة كل من ساندني ودعمني عن بعد وقرب في مهمتي بالفريق وفي المقدمة رئيس الفريق السيد محمد الحمامي.