قال الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إن المغرب يلتزم بانخراطه في الحل السياسي في الصحراء المغربية، وأن المملكة تتجاوب مع المجتمع الدولي. وتأسف الفاسي الفهري لوجود أطراف أخرى لم تنخرط في العزيمة والإرادة نفسيهما للبحث عن حل سياسي، واتجهت إلى مناورات وتصعيد وتجميد للمسلسل التفاوضي، موضحا أن كريستوفر روس كان يمهد إلى عقد اجتماع غير رسمي في الأسابيع المقبلة. وأكد الطيب الفاسي، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن "أعداء المغرب، وليس أعداء الوحدة الترابية، هم من اخترعوا هذه الاستراتيجية، وطبقوها في مناورات تحاول أن تخلق مشاكل للمملكة"، مشيرا إلى أن الشعب المغربي سوف يرد على هذه الاستفزازات، لأنه ثابت في حقوقه، وفي شرعية مواقفه، وأن الصحراء مغربية". وقال الطيب الفاسي الفهري، خلال الندوة الصحفية التي عقدها، أول أمس الأربعاء، عقب زيارة وزيرة خارجية المكسيك إلى المغرب، إن الجزائر لا تساعد المغرب على التوصل إلى حل في قضية الصحراء المغربية، وتابع قائلا "العالم كله والمجتمع الدولي بأكمله يلاحظ أن الجزائر ما زالت إلى اليوم تتشبث بمنطق أن الحل الوحيد من الضروري أن يمر عبر تنظيم استفتاء، وهذا ليس مطابقا لا مع الشرعية الدولية، ولا مع الجهود المبذولة، ولا مع قرارات مجلس الأمن". وأضاف وزير الشؤون الخارجية والتعاون "نلاحظ أن الحدود ما زالت مقفلة، كما نلاحظ أيضا أن هناك غياب الاتصال على مستوى عال، إلى جانب أنه ليس هناك اتصالات ثنائية لما يجري في الساحة وما يجري في المنطقة، والكل يعلم أن المنطقة فيها الكثير من المشاكل ذات طابع أمني، وما حصل في موريتانيا ومالي، خلال الأيام الأخيرة، يبرهن على أن على الدول أن تتعامل بعضها مع بعض، وعلى أن تنظر إلى المستقبل، وأن العمل المشترك هو الوسيلة الوحيدة للتقدم في جميع الأصعدة". وبخصوص المناورات الأخيرة، التي قادها صحراويون يحملون بطائق وطنية وجوازات سفر مغربية، عبر وزير الخارجية عن أسفه لتك المناورات والتصرفات، التي كانت ترمي إلى تغليط الرأي العام الدولي حيال القضية الوطنية الأولى. وأبرز الطيب الفاسي الفهري أن "المناورات الأخيرة جاءت من طرف بعض الأشخاص الذين يعيشون معنا منذ عقود وسنين مثل آبائهم وأجدادهم، وأن هذه المناورات، مع الأسف، نرى أنها جاءت في غير محلها، وأنها ووجهت بردود فعل جميع الأحزاب السياسية الوطنية بموقف موحد وراء الموقف الرسمي للمملكة". وأوضح أن المغرب سيواصل بذل كل جهوده، ولا يقبل بأي شكل من الأشكال أي مناورة لا تخدم المصالح العليا للبلاد، أو التي من شأنها أن تجعل المسلسل الأممي في مأزق، في الوقت الذي تبحث المملكة عن حل نهائي لقضية الصحراء المغربية. وبخصوص المناورة الأخيرة التي افتعلتها المدعوة أميناتو حيدر، أكد الفاسي الفهري أن الحكومة المغربية، وكل الهيئات السياسية الوطنية، وقادة الأحزاب عبروا عن موقف موحد، موضحا أن "الجواز المغربي ليس جفافة"، ولا يمكن أن نستعمله عندما يخدم مصالح، ونرفضه عندما يكون له التزامات"، مبرزا أن الجنسية هي حقوق والتزامات، وجواز السفر هو من يعبر عن الجنسية. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون إن "أميناتو حيدر أرجعت الجواز، والبطاقة الوطنية عندما حاولت أن تدخل إلى المغرب، في يوم 13 نونبر الماضي، وعادت طبقا للمعايير الدولية والقانون الدولي، خاصة المتعلق بالطيران المدني"، مضيفا أنه منذ ذلك الحين حاولت الحكومة الإسبانية، التي استقبلت أميناتو حيدر، لأن هذه الأخير تتوفر على رخص إسبانية، أن تلقى حلا، وأن تمنحها في إسبانيا صفة لاجئة، إلا أنها رفضت، وبعد ذلك اقترحت السلطات الإسبانية، استثنائيا، منحها الجنسية، إلا أنها طلبت وقتا للتفكير والاتصال وبعد ذلك رفضت". وأشار إلى أنه "كيفما كانت هذه المحاولات، فإن الشعب المغربي والأحزاب السياسية، وكل من استمعنا إليه على المستوى المحلي والدولي يبين أن هناك رفضا مطلقا لكل المناورات الرامية إلى الخروج من نطاق المفاوضات والبحث عن حل". يذكر أن تصاعد وتيرة المناورات الاستفزازية جاء نتيجة تفوق الدبلوماسية المغربية، التي استطاعت أن تحشد الدعم الدولي في البحث عن حل توافقي متفاوض عليه يتمتع بروح الواقعية، ويستبعد تماما خيار الاستقلال، كما نجحت في جعل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة تمشي في السياق نفسه مع قرارات مجلس الأمن، وأن تذهب دول عدم الانحياز في التيار ذاته كذلك، لأول مرة في تاريخ ملف الصحراء المغربية ليصبح الاتجاه الدولي واضحا في ما يخض قضية الوحدة الترابية.