أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري أنه لو كانت هناك إرادة سياسية لدى الجزائر، لأمكن التوصل إلى الحل السياسي المطلوب لقضية الصحراء المغربية. "" وقال الفاسي الفهري، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" نشرته أمس الأربعاء، "إن الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء واضح، والمبادرة المغربية التي أنشأت ديناميكية المفاوضات ما زالت موجودة ، ونحن على استعداد للتفاوض حولها. ولو كانت هناك إرادة سياسية لدى الطرفين الآخرين لتوصلنا إلى الحل السياسي المطلوب من المجتمع الدولي، أي إلى حل توافقي ومتفاوض حوله". وأوضح أن هذا الحل يتطلب أن تتعامل الأطراف بروح من الواقعية وروح التوافق ،كما جاء بوضوح في القرارات الأخيرة لمجلس الأمن معربا عن الأسف لعدم وجود هذه الإرادة لدى الأطراف الأخرى. وأضاف الفاسي الفهري أن الأطراف الأخرى لجأت، على إثر تقديم المبادرة المغربية، إلى بعض المناورات وبعض الممارسات المعروفة لدى الجميع، تهدف من ورائها إلى نسف المجهود المغربي، من قبيل الحديث عن استغلال الثروات الطبيعية للجنوب من طرف الدولة والمس بحقوق الإنسان، مؤكدا أن المغرب ليس في حاجة إلى أي درس من أي كان في هذا المجال. وبخصوص بعض الأشخاص "الذين يتعاملون مع الأطراف الأخرى خدمة لمصالحهم"، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن هذا التعامل لا يعقل ولا يمكن للقانون المغربي والشعب المغربي أن يقبلا به، مضيفا أن العدالة المغربية ستقول كلمتها وستعلن موقفها بالنسبة إلى الخيانة المتمثلة في جلوس أولئك الأشخاص مع الأطراف الأخرى خدمة لمصالحها. وحول العلاقات المغربية الجزائرية أعرب الفاسي الفهري عن أسفه لعدم إحراز أي تقدم حتى الآن في هذه العلاقات مضيفا أن المغرب يتأسف لهذا الوضع نظرا لما تتطلع إليه الشعوب الخمسة لمنطقة المغرب العربي، وما يطمح إليه الشعبان المغربي والجزائري على صعيد العمل المشترك ومدى أهميته. وقال "مع الأسف لم نتوصل حتى الآن بأي إشارة من لدن الأشقاء في الجزائر للانخراط في عملية التطبيع أو عملية الاتصال أو في عمليات ثنائية محضة أو أي إشارة لفتح الحدود البرية بين البلدين". ومن جهة أخرى، وفي ما يتعلق بموقف المغرب من تسلل جماعة من المتمردين لحدود المملكة السعودية، جدد الفاسي الفهري تضامن المغرب المطلق مع وحدة تراب السعودية وإدانته لكل محاولة تستهدف المس بالطمأنينة والسكينة فيها مهما كانت الخلفيات، أو من يدفعها ويقف وراءها. واعتبر أن المنطقة جد حساسة وأن أمن واستقرار الخليج بالنسبة إلى المغرب مسألة تحظى بالأولوية. وعلى صعيد آخر، قال الطيب الفاسي الفهري إن التطبيع والتبادل الدبلوماسي مع إسرائيل غير مطروحين في ظل الظروف الحالية، مشيرا إلى أن المغرب منخرط في المبادرة العربية للسلام، وبالتالي لا يمكنه إلا أن يشجع الأطراف على المضي قدما في عملية السلام.