أفاد مصدر مطلع ل"المغربية" أن تلاميذ أحد الأساتذة بمجموعة مدارس "الفائجة"، التابعة لنيابة إقليم طاطا، يعانون خصاصا في تلقن الدروس على نحو عادي، وفق توقيت زمني محدد، بسبب تغيب أستاذهم الذي شغل منصب رئيس جماعة بإحدى القرى بطاطا.نيابة إقليم طاطا تقول إن الأستاذ يضطر للتغيب فعلا بين الفينة والأخرى (خاص) أوضح مصدر "المغربية" أن التلاميذ بمدرسة "الفائجة، بطاطا، يُجبرون على متابعة دراستهم، منذ حوالي شهر، في منأى عن أستاذ واحد يراقب سيرهم الدراسي بما يضمن تفوقهم ونجاحهم، إذ كُلف أربعة أساتذة عاملون بالمجموعة بتعويض الأستاذ المتغيب، باعتماد الساعات الإضافية، لكن أحد هؤلاء الأساتذة تخلى أخيرا عن اعتماد الساعات الإضافية الموكلة إليه، ليظل التلاميذ في دوامة الحاجة إلى أجواء دراسية قارة، تعزز سعيهم إلى التحصيل العلمي والمعرفي، مشيرا إلى أن الأستاذ منذ توليه زمام رئاسة الجماعة، لم يعد يجد وقتا لتدريس تلاميذه بدعوى انشغاله بمهام الجماعة، وهو ما لا يقبله المنطق، إذ أن التلاميذ وحدهم ضحية هذه الازدواجية في الوظائف، التي لا تمت بصلة للمنظومة التربوية الصحيحة. رسالة توضيحية من جهة أخرى، توصلت "المغربية" برسالة من الجامعة الوطنية للتعليم، فرع طاطا، تفيد أن مبدأ اعتماد الساعات الإضافية كصيغة لسد الخصاص الحقيقي، غير ناجع، باعتباره حلا ترقيعيا، فكيف بالأحرى يعول على هذا المبدأ، في وقت من الممكن أن ينوب عن الأستاذ المتغيب أستاذ آخر يتحمل مسؤوليته بالكامل، من خلال الحضور، وفق ما سطر في برنامج المدرسة، في إشارة إلى أن إقليم طاطا يعيش على إيقاع جملة من المشاكل في قطاع التعليم، لينضاف إلى القائمة مشكل عدم تحمل الأستاذ لمسؤوليته بالالتزام والانضباط. واعتبرت الجامعة الوطنية للتعليم، فرع طاطا، حسب ما ورد في رسالتها، أن السماح بمثل هذا السلوك، (تغيب الأساتذة بحجة الانشغال بمهام أخرى)، يكشف عن سوء التدبير في المنظومة التربوية بالإقليم، إذ من المفروض إيلاء أهمية قصوى للمدرسة، باعتبارها فضاء للتربية على القيم والمبادئ، لخلق جيل صالح للمجتمع. كما أدانت الجامعة الوطنية للتعليم، فرع طاطا، تمكين الأستاذ المتغيب عن تلاميذه بمجموعة مدراس "الفائجة"، من التفرغ بوصفه رئيسا لجماعة قروية، دون أي سند قانوني، وفق ما جاء في بيانها، كما استنكرت أن يتقاضى الأستاذ أجرته الشهرية كاملة غير منقوصة عن التدريس، مقابل تغيبه عن أداء واجبه إزاء التلاميذ، الذين لا يملكون غير الخضوع لهذا الوضع. للنيابة رأي آخر وفي السياق ذاته، اتصلت "المغربية" بالنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر بنيابة طاطا، للاستفسار عن طبيعة المشكل والأخذ برأيه، فصرح النائب الإقليمي بأن الأستاذ ملتزم بحصصه الدراسية، ونظرا لمهمة الرئاسة بإحدى الجماعات القروية، يضطر بين الفينة والأخرى للتغيب، وبسبب الخصاص في الموارد البشرية يتكفل بعض الأساتذة بتعويض الأستاذ الغائب، لتدريس التلاميذ بشكل طبيعي وعادي، مؤكدا أنه ليس هناك أي مشكل في قسم هذا الأستاذ مادام التلاميذ يسايرون البرنامج التعليمي على يد أساتذة آخرين التزموا بسد الفراغ، الذي خلفه الأستاذ المشرف على شؤون إحدى الجماعات المحلية.