من المنتظر أن تخوض النقابات التعليمية الثلاث، الجامعة الحرة للتعليم، والجامعة الوطنية لموظفي التعليم، والجامعة الوطنية للتعليم، بإقليم طاطا، وقفة احتجاجية أمام النيابة الإقليمية، يوم الثلاثاء المقبلجانب من إضراب سابق لشغلية التعليم بطاطا (خاص) تنديدا بما أسمته "الوضع الكارثي"، الذي يشهده قطاع التعليم بالإقليم، واستنكارا لتجاهل المسؤولين للمشاكل العالقة لنساء ورجال التعليم بالمنطقة، باعتماد ما وصفته النقابات ب"سياسة الهروب". قررت النقابات التعليمية الثلاث خوض هذا الإضراب، للتأكيد على هشاشة الواقع التعليمي بالإقليم، خاصة أن ملف التعويض عن العمل بالمناطق النائية والوعرة، لا يزال عالقا، ولم يحسم فيه بعد من قبل القائمين على الشأن التربوي. وتعتبر النقابات الثلاث أن الوقفة الاحتجاجية المزمع خوضها، يوم الثلاثاء المقبل، حلقة من سلسلة احتجاجات، ضد ما وصفته ب"الخصاص المهول" في الأطر التربوية والإدارية والأعوان بالإقليم، في تأكيد أن الحلول "الترقيعية" المعتمدة في سد الخصاص (الساعات الإضافية والأقسام المشتركة واستغلال فئة من الأعوان باسم التطوع..)، ليس حلا شافيا. وأوردت النقابات الثلاث في بيان لها، أنه من الضروري "صرف التعويضات في توقيتها دون مماطلة أو تسويف (تصحيح امتحانات السنة السادسة، وتعويضات الدعم التربوي، وتعويضات الأساتذة المطبقين، وتعويضات المشاركين في لجان الكفاءة التربوية، وتعويضات أساتذة التربية البدنية المشاركين في اختبارات الباكالوريا للمترشحين الأحرار..). ولم تغفل النقابات الإشارة في بيانها إلى أهمية "فتح تحقيق نزيه ومحايد في ميزانيات التسيير، مع السحب الفوري لكل التكاليف الصادرة خارج إطار اللجنة الإقليمية، ثم تسوية وضعية الأعوان والكتاب، مع تمكين أعوان الحراسة من الزي الخاص بهم، وكذا تسوية وضعية الأعوان والكتاب المستغلين منذ سنوات من طرف الإدارة، ثم تسوية الوضعية الإدارية والمالية للأساتذة الجدد (خريجي مراكز التكوين وأفواج التوظيف المباشر)"، حسب ما جاء في البيان. غياب الالتزام أفاد بعض الأساتذة والفاعلون الجمعويون، "المغربية" أن اختلالات قطاع التعليم بإقليم طاطا في تفاقم مستمر، مرده إلى غياب الجدية والصرامة في التعاطي مع المشاكل التعليمية، إذ أكدوا أن هناك تزايدا كبير في الأقسام المشتركة والمتعددة المستويات، حتى في بعض المؤسسات، التي تتوفر على احتياطي من الأساتذة (مجموعة مدارس درعة، والواحات، و اكينان)، إلى جانب وجود العديد من الأطفال محرومين من التعليم بحكم بعد المسافة بين سكناهم والمدارس. في السياق ذاته، أوضح مصدر مطلع أن توزيع الساعات الإضافية بالتعليم الابتدائي على العشرات من الأساتذة، ليس حلا ناجعا، بل يعمق أزمة المنظومة التربوية، في وقت يقتل العشرات من مناصب الشغل الشاغرة. ودعت النقابات التعليمية الثلاث بإقليم طاطا، إلى إصلاح تعليمي سليم، بعيدا عن الشعارات الجوفاء، من أجل خلق واقع تربوي، قادر على استيعاب عدد التلاميذ، بما يلبي حاجياتهم المدرسية سواء تعلق الأمر بالآليات (مدارس مهيأة وأقسام متعددة) أو ظروف التمدرس (أساتذة ملتزمون بحصصهم، وأقسام غير مكتظة بالتلاميذ)، في إشارة إلى أن الإصلاح التعليمي رهين بمدى جدية والتزام القائمين على الشأن التعليمي بواجباتهم، للنهوض به على أحسن وجه.