بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تعزية ومواساة إلى أسرة الأستاذ فريد الأنصاري، عضو المجلس العلمي الأعلى، الرئيس السابق للمجلس العلمي المحلي بمكناس، الذي وافته المنية أمس الجمعة، بأحد مستشفيات اسطنبول، عن عمر يناهز 49 سنة. الراحل فريد الأنصاري وأعرب جلالة الملك بهذه المناسبة الأليمة، لأسرة الفقيد، ومن خلالها إلى كافة أهله وذويه، عن عميق التأثر والأسى لرحيل فريد الأنصاري، كما أعرب جلالته عن أحر التعازي وصادق المواساة "في هذا الرزء الفادح الذي لاراد لقضاء الله فيه، داعيا الله تعالى أن يلهم أسرة الفقيد جميل الصبر وحسن العزاء". وقال جلالة الملك في هذه البرقية إن رحيل الفقيد إلى دار البقاء "لا يعد خسارة لأسرتكم فقط، وإنما هو خسارة أيضا للمجلس العلمي الأعلى، ولهيئة العلماء الموقرة بمملكتنا الشريفة، نظرا لما كان يتحلى به الفقيد من سعة علم وتفقه في الفكر الإسلامي، ولما خلفه من أبحاث واجتهادات فقهية وأصولية مشهود لها بالقيمة العلمية الكبرى والطابع الرصين والمتنور". وأكد جلالة الملك أن الفقيد كان "معروفا بدماثة الخلق والورع والاستقامة والنزاهة والغيرة الصادقة على الإسلام السني المالكي الوسطي، والوفاء للعرش العلوي المجيد، والإخلاص لثوابت الأمة ومقدساتها. جزاه الله عن ذلك أوفى الجزاء، ولقاه نضرة وسرورا، وعوضكم عن فقدانه حسن الثواب والقدوة الصالحة". وعلم لدى قنصلية المملكة باسطنبول أن جثمان الراحل سيجري ترحيله إلى المغرب اليوم السبت. والأنصاري من مواليد سنة 1960 بإقليم الرشيدية، حاصل على دكتوراه الدولة في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه، من جامعة الحسن الثاني كلية الآداب بالمحمدية. وكان الراحل عضوا مؤسسا لمعهد الدراسات المصطلحية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة السلطان محمد بن عبد الله بفاس، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية. كما كان خطيبا بمسجد محمد السادس بمكناس، وله عدد من المؤلفات والدراسات العلمية من أبرزها (التوحيد والوساطة في التربية الدعوية، الجزء الأول والثاني)، و(أبجديات البحث في العلوم الشرعية: محاولة في التأصيل المنهجي)، و(جمالية التدين، كتاب في المقاصد الجمالية للدين).