"قهرونا، قهرونا، واش بغاوا يدفعونا للدعارة"، و"أكثر من عشر سنوات وأنا كنعمل حارسة في مصطفى المعاني، ودبا ضعت أنا وأربع بنات". نساء يشاركن في وقفة أمس الثلاثاء (مشواري) عبارات رددتها ليلى التونسي، (حارسة سيارات، أرملة) وهي تتحسر على السنوات، التي قضتها في خدمة المواطنين، مقابل مبلغ رمزي، خلال وقفة نظمها حراس وحارسات السيارات بالدارالبيضاء، التابعون للاتحاد الجهوي لنقابات الدارالبيضاء الكبرى، صباح أمس الثلاثاء، أمام عمالة مقاطعة سيدي بليوط، قرب مسجد الحسن الثاني، احتجاجا على ما يعتبرونه تماطلا في تسليم الرخص من طرف مقاطعة سيدي بليوط. وأضافت التونسي "أريد الحصول، من جديد، على رخصة الحراسة، لأستأنف العمل في شارع مصطفى المعاني، فغياب مدة أربع سنوات، جعل بناتي يعانين الجوع والتشرد". التونسي ليست الحارسة الوحيدة، التي رددت الشعارات خلال الوقفة، وطالبت برخصة الحراسة، بل هناك حوالي 36 امرأة حارسة شاركن في الوقفة، وكانت لهن المطالب نفسها. وتقول فتيحة المعروفي ( حارسة، مطلقة)، إنها قضت مدة 12 سنة حارسة بشارع الجيش الملكي، ورغم مطالبتها بتجديد الرخصة منذ أزيد من أربع سنوات، لم تحصل عليها. وأضافت المعروفي متسائلة "كيف لأم لها ثلاثة أبناء أن تجلس دون عمل مدة أربع سنوات، وتنتظر ما تجود به أريحية بعض المحسنين؟ أنا أحسن مهنة الحراسة، ولا يرهبني اللصوص أو الشمكارة، بل أعمل من أجل توفير قوت لثلاثة أفواه". أما بوشعيب مايا، (حارس، ومدرب فريق الوداد سابقا)، فأكد أن لديه ابنين معوقين، وزوجة معوقة، ولا يجد ما يسد به رمقهم، لهذا، يطالب بالإسراع بتسليمه الرخصة، حتى يخرج من عالم البطالة. من جهتها، قالت زوجة رؤوف الطاهر (حارس، معاق) إنها أتت رفقة زوجها المعاق من أجل الاحتجاج، والمطالبة بتسليمهما رخصة الحراسة. وأضافت، بصوت حزين "رغم الفقر والبطالة، أكافح من أجل بناتي، اللواتي يدرسن الآن بالجامعة، لكن تنتظرني فاتورات الماء والكهرباء من أجل الأداء". وردد حوالي 100 حارس، خلال الوقفة الاحتجاجية أمام مقر عمالة مقاطعة سيدي بليوط، قرب مسجد الحسن الثاني، شعارات من قبيل "علاش علاش حقوقنا مهضومة؟"، و"فين الحق، فين القانون؟"، و"بالوحدة والتضامن، اللي بغيناه يكون يكون"، و"هذا عار هذا عار، باركة من الاحتقار"، "علاش حقوقنا مهضومة؟ عيب عليهم وحشومة". وقال ميلود رفيع، عن الاتحاد الجهوي لنقابات البيضاء ل"المغربية"، إنه، رغم الاحتجاجات، مازال المسؤولون بالعمالة، والمقاطعة، والمجلس الجماعي، يماطلون في مسألة تسليم الرخص، مضيفا"نحتج على ما يقع في الملف، الذي عمر أكثر من سنتين، وحصل الاتفاق، خلال جمع عام، عقد أخيرا مع الحراس، على خوض وقفات احتجاج، ابتداء من أمس الثلاثاء". وأكد مصدر مسؤول بعمالة سيدي بليوط أنهم بصدد حل المشكل، وتدارسه مع المجلس الجماعي بالدارالبيضاء، وكذا حول الشركة التي ستحصل على تدبير شأن حراسة السيارات بالعاصمة الاقتصادية.