تلقى قواد عدد من سريات الدرك الملكي، قبل يومين، أوامر من القيادة العليا، تحثهم على وضع وحدات قوات التدخل السريع في حالة تأهب، في انتظار تلقي إشارة لشن حملة تمشيطية مفتوحة ضد الجريمة، بمختلف أنواعها. الدرك الملكي يشارك في الحملة الأمنية التي يباشرها الأمن الوطني ضد الجريمة (خاص) ووفق معطيات توصلت إليها "المغربية"، فإن قواد تلك السريات، وقواد التدخل الميداني بها، لم يغادروا مكاتبهم طيلة عطلة نهاية الأسبوع، فيما رفضت لغير المتزوجين من المنتسبين لوحدات التدخل السريع طلبات مغادرة ثكناتهم. وتشير المعطيات ذاتها إلى أن قيادة الدرك الملكي تسعى، من خلال استنفار قوات التدخل السريع، إلى المشاركة في الحملة الأمنية، التي أطلقتها، قبل أسبوع، الإدارة العامة للأمن الوطني ضد الجريمة، على أن تكون مساهمة الدرك خارج المدار الحضري. وحسب المعطيات نفسها، فإن تقارير استخباراتية رفعت إلى القيادات المركزية لما يعرف بالأجهزة الموازية، تفيد أن مجموعة من العصابات المطلوبة للعدالة نقلت أنشطتها المحظورة خارج المدار الحضري، أو هربت من الأمن، بعد الحملة الأمنية، التي تقودها الإدارة العامة للأمن الوطني ضد الجريمة في مختلف المدن. ويستفاد من المعطيات المتوفرة أن وضع القيادة العليا للدرك الملكي وحداتها من التدخل السريع في حالة تأهب جاء تنفيذا لأوامر عليا، تحث على انخراط مختلف أجهزة إنفاذ القانون في مكافحة الجريمة، عبر تقوية التعاون الاستخباراتي بين تلك الأجهزة. وكانت الإدارة العامة للأمن الوطني أطلقت حملة أمنية وطنية واسعة، لمواجهة ظاهرة الإجرام، التي أضحت تهدد قاعدة واسعة من المجتمع المغربي، وتمكنت مصالح الشرطة القضائية بسلا والقنيطرة، الأسبوع الماضي، من اعتقال أزيد من 481 شخصا. وهمت الحملة التمشيطية المذكورة أحياء سيدي موسى، وتابريكت، والمدينة العتيقة بسلا، وفي القنيطرة، همت أحياء العلامة، والسبت، والخبازات، ووريدة، وديور سنياك، والمعمورة. وعلمت "المغربية" أن هذه الحملة، التي شهدت إنزالا مكثفا لرجال الشرطة بمختلف مصالحهم، وظهرت أولى نتائجها بعدد من المدن، منها فاس، والبيضاء، والرباط، وطنجة، كان بالإمكان أن يكون حصادها أكبر لولا فرار عدد من العصابات إلى الاختصاص الترابي للدرك.