أمر قائد الدرك الملكي، الجنرال دوكور دارمي، حسني بنسليمان، كبار معاونيه في القيادة العليا، وعلى رأسهم الجنرال المكلف بالموارد البشرية، المختار مصمم، بتوجيه تعليمات صارمة إلى مصلحة التفتيش والمراقبة المركزية التابعة للدرك الملكي، بمناسبة انطلاق حملة التفتيش ضد الرشوة في صفوف الدرك. حملات التفتيش ترفع درجة اليقظة في صفوف رجال الدرك ووفق معطيات حصلت عليها "المغربية"، فإن مصلحة التفتيش والمراقبة، التي يوجد على رأسها مركزيا ضابط برتبة كولونيل، وضعت خطة لتنفيذ حملة التفتيش الثانية، تعتمد على عنصر المباغتة ونصب الكمائن. وتسعى فرق مصلحة التفتيش والمراقبة، التابعة لقيادة الدرك الملكي، إلى تغطية مختلف النقط "السوداء"، التي تعرف سقوط منتسبين إلى سلك الدرك في مخالفات مهنية بمناسبة مباشرة مهامهم اليومية، رفعت بحقهم شكايات وتقارير المصالح الموازية. ولم يتسن ل "المغربية" معرفة ما إذا كانت هذه الحملة ستستمر إلى غاية متم شهر رمضان أم لا، بينما تشير المعطيات ذاتها إلى أن حملات لجن التفتيش والمراقبة الخارجية في صفوف الدرك لا تتعدى، عادة، عشرين يوما. وتتمتع مصلحة التفتيش والمراقبة بصلاحيات واسعة في حالة ضبط أحد عناصر الدرك الملكي متلبسا بتلقي الرشوة، بينها تجريد الدركي المتهم من سلاحه وزيه الرسمي، وتصفيده في موقع تلقيه الرشوة، مهما كانت رتبته، قبل التشطيب عليه وتقديمه إلى العدالة. وكانت القيادة العليا للدرك الملكي كونت، في دجنبر الماضي، لجن تفتيش مركزية وجهوية، لمراقبة دوريات الدرك المتنقلة والثابتة، بعد الحديث عن تلقي رشاوى من السائقين في عدد من المناطق خارج المدار الحضري. وأشارت جريدة "المغربية"، وقتها، إلى أن اللجن التابعة لمصلحة التفتيش والمراقبة ستتكلف برفع تقارير حول عمل دوريات السير والجولان للقيادة العليا للدرك الملكي، بعد مباشرة زيارات مفاجئة لعدد من الدوريات وعناصر الدرك، المكلفة بنصب سدود قضائية بمداخل المدن الكبرى. وأفادت مصادر متطابقة أن القيادة العليا للدرك الملكي عملت، أخيرا، على تشكيل فرق مكونة من ثلاثة أفراد لمراقبة عناصر الدرك الملكي في العديد من المناطق. وتستعمل الفرق التابعة لمصلحة التفتيش والمراقبة سيارات خاصة، وتنتقل إلى نقط المراقبة الموجودة بالطرق السيارة أو العادية، ومتابعة عمل رجال الدرك المكلفين بالسير والجولان، لمراقبة عملية تحرير المخالفات أو التجاوزات، التي يمكن ارتكابها. وكان بلاغ للدرك الملكي أفاد أنه "في إطار مكافحة الرشوة، ضبطت فرقة مصلحة التفتيش والمراقبة التابعة لقيادة الدرك الملكي يوم 30 دجنبر الماضي دركيين اثنين، تابعين للشرطة الطرقية في حالة تلبس بتلقي الرشوة بجماعة خميسات الشاوية، بإقليم سطات". وأكد المصدر ذاته أن الدركيين الاثنين جرى التشطيب عليهما من صفوف الدرك الملكي، وأحيلا في حالة اعتقال على العدالة، دون أن يذكر البلاغ رتبتيهما، بينما أشارت المصادر إلى أنهما برتبة رقيب.