علمت "المغربية"، من مصدر موثوق، أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، رفضت، الخميس الماضي، استقبال العربي ماتييس، ممثل "جماعة الدعوة والتبليغ"، التي تسعى إلى بسط نفوذها على المشهد الديني باعتناق أفكار معادية لإمارة المؤمنين والمذهب المالكي، بالتواطؤ مع الحزب الشعبي بسبتةالمحتلة.صدر الدين سالم من فيدرالية مسلمي إسبانيا وكذا أحمد أوطاح، خطيب مسجد سيدي امبارك، الذي سبق أن أقسم، في حضرة المندوب الإقليمي للوزارة بعمالة المضيق الفنيدق، بعدم أداء صلاة العيد بمسجد سيدي امبارك، الملتصق بمصلى أقامه الموالون لإمارة المؤمنين، قرب مقر جمعية الهلال الأبيض، لتأدية صلاة العيد، وفقا للطقوس، التي توارثها المغاربة أبا عن جد، والتي دأبوا فيها على الدعاء لأمير المؤمنين. ويأتي ذلك في أعقاب التطورات التي يشهدها الحقل الديني بسبتة، بعد أن تمكن نحو ألف من مسلمي المدينةالمحتلة من إقامة صلاة عيد الفطر، وفق الطقوس المغربية، والدعاء لأمير المؤمنين، الأمر الذي كان من نتاجه "أن شرعت عناصر محسوبة على الدعوة والتبليغ، والسلفية الجهادية، والعدل والإحسان، في توجيه صفارات إنذارها المباشرة إلى عموم الأئمة المتشبثين بالمذهب المالكي وإمارة المؤمنين"، وفقا لما صرح به أحد الأئمة، أول أمس السبت، في اتصال مع "المغربية" بتطوان. وأكد الإمام "إقدام المدعو محمد شعيب، وهو عضو في الحزب الشعبي الإسباني، على تهديد عدد من الأئمة، محذرا إياهم من الاقتراب من فيدرالية مسلمي إسبانيا، التي يرأسها محمد علي، المعروفة باعتناقها لأسس ومبادئ المذهب المالكي، وحثهم على الانتماء إلى اتحاد مسلمي إسبانيا، الذي يعتنق أفكارا وهابية، ويرأسه السوري رياض تاتاري، المحكوم في سوريا غيابيا ب37 سنة سجنا بتهمة الإرهاب،"، حسب المصدر ذاته. في سياق متصل، أكد مندوب فرع سبتة لفيدرالية مسلمي إسبانيا، صدر الدين سالم، أن "زعيم الدعوة والتبليغ بالمدينة تقدم إلى كل من بلدية سبتة، والحكومة المركزية، بطلب تمويل مشروع تكوين أئمة جدد بمنأى عن المغرب، وعما يصر على تسميته بالسيطرة الدينية لوزارة الأوقاف". وأضاف، في اتصال مع "المغربية"، ليلة أول أمس السبت، أن "زعيم الدعوة والتبليغ وجه، عبر وسائل الإعلام بسبتة، الأسبوع الماضي، تهديدا مباشرا للمغرب ولوزارة الأوقاف، معلنا عدم اعترافه بإمارة المؤمنين، وعزمه جمع أئمة المدينة لتخييرهم بين الانتماء لمندوبية الأوقاف، أو لاتحاد مسلمي إسبانيا". وقال سالم "في هذه الحالة، سنؤسس جمعيات تشرف على تدبير شؤون أي مسجد ثبت إرغام إمامه على الانتماء لاتحادهم، ولن نقبل بتكوين الوعاظ بمراكز وهابية في الخليج، وسنواصل استقبال أئمة ووعاظ تخرجوا من المعاهد المغربية، لارتباطها بوزارة الأوقاف". ونفى وجود أي حرب بين المغرب وإسبانيا، قائلا "لا يمكن لهذه الحرب أن تكون بين بلدين تربطهما قواسم التاريخ والجغرافية، الحرب الحقيقية بين الراديكاليين المتدينين، والمنفتحين المتسامحين، المتشبثين بإمارة المؤمنين، كما يتشبث النصارى بالبابا"، متسائلا "كيف يستنكر هؤلاء علينا تقبيل يدي أمير المؤمنين، في الوقت الذي يقبل رؤساء دول مسيحية يدي البابا؟ من حقهم أن يقبلوا يدي رمزهم الديني، ومن حقنا أن نقبل يدي رمزنا الديني، وهذه هي الديمقراطية". واتهم سالم "الدعوة والتبليغ" بضم "عناصر مشبوهة بتهمة الإرهاب في صفوفها"، وتساءل "كيف تقبل إسبانيا بدعمهم من خلال بلدية سبتة؟"، وشبه احتضان المدينة لهؤلاء، كما كانت فرنسا، في بداية تأسيس حركة "إيتا" الباسكية، تحتضن عناصر الأخيرة، وقال "بدأت عناصر "إيتا" بعمليات صغيرة، تمثلت في حرق بعض المتاجر، انطلاقا من الجنوب الفرنسي، وهاهي مصلى الموالين لإمارة المؤمنين تتعرض للحرق في أول صلاة تقام بها، ومن ثم، فالحزب الشعبي بسبتة يسير بنا إلى تحويل المدينة الهادئة إلى لبنان". يذكر أن صلاة عيد الفطر، التي أقيمت لأول مرة في مصلى، وفق الطقوس المغربية، كشفت موالاة كل من المدعو أوطاح، والعربي ماتييس للحزب الشعبي، ومعاداتها لإمارة المؤمنين.