رفض قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب، أول أمس الثلاثاء، تمتيع ثلاثة أظناء بالسراح المؤقت، هم عميد شرطة، وضابط، ودركي، متابعون في ما يعرف بخلية أبو ياسين، المتابعة أمام القضاء بتهم ينص عليها وعلى عقوبتها قانون مكافحة الإرهاب. وحاول الأظناء الثلاثة، على مدى أربع ساعات، بمكتب قاضي التحقيق، عبد القادر الشنتوف، تقديم دلائل ومعطيات تنفي أي علاقة لهم بأفراد خلية أبو ياسين. وأجرى قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها مواجهة بين أفراد الخلية المذكورة مع الأظناء الثلاثة، قبل أن يقرر إحالة تسعة متهمين على غرفة الجنايات الابتدائية، المكلفة بقضايا الإرهاب، بملحقة محكمة الاستئناف بسلا. ويتابع أفراد هذه الخلية، البالغ عددهم 12، من أجل تهم "تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إٍرهابية، وجمع أموال بنية استخدامها في أعمال إرهابية، والاتجار في المخدرات، والسرقة، وتهريب السيارات، والمشاركة والتزوير في محرر رسمي، والارتشاء، وإفشاء السر المهني"، كل حسب المنسوب إليه. وكانت السلطات الأمنية أعلنت، أواخر يوينو الماضي، عن تفكيك خلية تنتمي لتيار السلفية الجهادية، بحوزتها 3 سيارات مرقمة بمدينة سبتةالمحتلة، بالإضافة إلى وثائق ووسائل سمعية، تدعو إلى الجهاد، وتشرع العمليات الانتحارية، وقتل الرهائن، الذين يقعون في يد تنظيم القاعدة. وحسب السلطات الأمنية، فإن الخلية كانت تعتزم توجيه ضربات قوية لزعزعة المغرب، عبر استهداف مجموعة من المواقع السياحية، والمقرات الدبلوماسية، في حين، لم تكن لها نية تنفيذ أعمال على التراب الإسباني. وأوضحت تقارير الأجهزة الموازية أن الاستخبارات الإسبانية كانت ترصد تحركات الخلية، وأمدت نظيرتها المغربية بمعلومات دقيقة، مكنت من تفكيكها، مؤكدة أنه، في وقت إلقاء القبض عليهم، كان المشتبه بهم يضعون اللمسات الأخيرة على خططهم القاتلة. وتفيد التقارير أن الخلية يتزعمها أبو ياسين، البالغ من العمر 34 سنة، ويقيم بمدينة سبتة، وكان قضى سنتين سجنا، عقب تفكيك السلطات المغربية لخلية "أنصار المهدي"، عام 2006، التي كانت تخطط، حسب التقارير، لتنفيذ أعمال إرهابية بالمغرب. وقالت السلطات الأمنية إن الأعضاء متورطون في مجال الجريمة المنظمة، التي يبيحونها اعتمادا على مبدأ "الاستحلال"، الذي يلجأ إليه عادة لتبرير الأعمال غير المشروعة. وكان زعيم هذا التنظيم الإرهابي، الملقب ب "أبو ياسين" يعمل، منذ إطلاق سراحه في يوليوز 2008 ، على تشكيل هذه الخلية بسبتة، واضعا رهن إشارة أعضائها تجربته كناشط إسلامي متمرس، ومهرب سابق للمخدرات في إسبانيا.