كشفت مصادر مطلعة أن الأجهزة الأمنية بالمغرب تمكنت، في حوالي 10 أشهر، من إيقاف ما يقارب 40 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى خلايا إرهابية خططت لتنفيذ اعتداءات ضد مواقع سياحية وحكومية بالمملكة. وأكدت المصادر نفسها، في إفادات ل "المغربية"، أن الأظناء أوقفوا في مدن مختلفة بشمال وجنوب المملكة، مشيرة إلى أن من بينهم من يربط صلات بمتطرفين ينتمون إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وهي التي كانت تحمل سابقا اسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية. وذكرت المصادر أن المتهمين أوقفوا في ثماني مدن، قبل أن يجري التحقيق معهم ويحالوا على القضاء، الذي ينتظر أن يحدد جلسة انطلاق محاكمتهم، مبرزة أن أغلبهم ينتمون إلى خلايا "المرابطون الجدد"، و"أبو ياسين"، و"فتح الأندلس". وأوضحت المصادر أن الأظناء يقبعون حاليا في سجن الزاكي بسلا، في انتظار انتهاء الاستنطاق التفصيلي معهم من قبل عبد القادر شنتوف، قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا. ووجهت للأظناء تهم توزعت بين "تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، وجمع وتدبير الأموال بنية استخدامها في ارتكاب أفعال إرهابية، والاتجار في المخدرات، وسرقة وتزوير وتهريب السيارات، والانضمام لجمعية محظورة، وعقد اجتماعات عمومية دون تصريح مسبق، والمس بالمقدسات"، كل حسب المنسوب إليه. ومن بين أحدث الخلايا المفككة، منذ نهاية السنة الماضية، إلى غاية نهاية يوليوز الماضي، خلية "أبو ياسين"، التي تنشط بين إسبانيا والمغرب، والتي أودع 12 من الواردة أسماؤهم ضمنها السجن، من بينهم عميد شرطة وضابط ودركي، الذين توبعوا بتهم "التزوير في محرر رسمي، والارتشاء، وإفشاء السر المهني". وتشير التحقيقات إلى أن عناصر هذه الخلية، التي يترأسها الملقب بأبي ياسين، المحكوم بسنتين حبسا نافذا في إطار خلية ما يعرف ب "أنصار المهدي" التي جرى تفكيكها سنة 2006 ، تضم ثلاثة إخوة يحملون الجنسية الإسبانية. وذكرت أنهم كانوا يتعاطون تهريب المخدرات في اتجاه إسبانيا، وكذا تزوير وثائق السيارات التي كانوا يبيعونها بالمغرب، والتي جرى حجز ثلاث منها مرقمة بسبتة المحتلة. وكان زعيم هذا التنظيم الإرهابي، أبو ياسين، يعمل منذ إطلاق سراحه في يوليوز 2008 على تشكيل هذه الخلية بسبتة، واضعا رهن إشارة أعضائها تجربته كناشط إسلامي متمرس ومهرب سابق للمخدرات في إسبانيا. وفككت الأجهزة الأمنية، منذ اعتداءات 16 ماي الإرهابية في سنة 2003 بالدارالبيضاء، أكثر من 50 خلية في مواقع مختلفة من مدن المملكة. يشار إلى أن السنة الماضية عرفت تفكيك شبكة عبد القادر بليرج، التي طويت حلقات مسلسل محاكمة المتابعين ضمنها، عقب إصدار استئنافية سلا أحكاما وصلت إلى المؤبد في حق المتهم الرئيسي.