أفادت مصادر مطلعة أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رفضت تزكية 13 مرشدا دينيا، لمرافقة بعثة الحجاج المغاربة لأداء مناسك الحج، من مجموع 101 مرشد ديني رشحتهم وكالات الأسفار المنظمة لعملية الحج.وأوضحت المصادر ل"المغربية" أن الرفض حصل بموجب مذكرة وزارية صادرة عن وزارة الداخلية، تبعا لتحريات أجرتها عناصر الاستعلامات، "ترجح انتماء بعضهم إلى جمعيات محظورة، وتفيد بتورط البعض في ارتكاب أخطاء وأعمال تتعارض والالتزامات المطلوبة منهم في الإرشاد والوعظ الديني، خلال موسم الحج السابق". وأوضحت المصادر أن المرشدين الدينيين، الذين رفضت تزكيتهم، موزعون على مجموعة من المدن، بينها الدارالبيضاء، وطنجة، ومكناس، وفاس، وهم من المؤطرين الدينيين، الذين رشحتهم بعض وكالات الأسفار المنظمة لعملية الحج للسنة الجارية، رأت الجهات الوصية على القطاع أنهم "خرقوا القوانين المعمول بها، والضوابط، التي تقرها السلطات السعودية في الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج، إلى جانب مخالفتهم لتنفيذ دفتر التحملات المحدد لأعمالهم، ما دفع بالجهات الوصية إلى تحرير مجموعة من المحاضر بخصوص ذلك". وتحدثت المصادر عن أن رفض التزكية يأتي في إطار تدارك الجهات المختصة ما أسمته بأخطاء ارتكبها بعض المرشدين الدينيين السنة الماضية، مثل ما يتعلق بتطبيق بعض الشعائر، كرمي الجمرات، الذي تجيزه الجهات السعودية على مدار 24 ساعة، لتفادي التدافع والازدحام بين الحجاج، بينما يتشبث بعض المرشدين المغاربة بتنفيذه في وقت محدد. وذكرت المصادر أن عملية التحري حول المرشدين الدينيين، المرافقين للحجاج، تجري بشكل روتيني خلال كل موسم حج، إذ ترفع وكالات الأسفار لائحة بأسماء المرشدين الدينيين إلى مندوبيات وزارة السياحة، ومنها ترفع إلى المندوبيات الجهوية والإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لدراسة ملفاتهم، وتزكيتها أو رفضها. وحدد عدد المرشدين الدينيين المرافقين للحجاج، في إطار تنظيم الوكالات هذه السنة، في 101 مرشد، بينما بلغ عدد المؤطرين التابعين للأوقاف والشؤون الإسلامية 270 مؤطرا، بتعيين مؤطر لكل 100 حاج، تبعا لوجود 27 ألف حاج مغربي. وأوضحت المصادر أن من الشروط المطلوبة في المرشدين الدينيين، انتماؤهم إلى المجالس العلمية في أقاليم المملكة، وشغلهم لمنصب خطيب جمعة، أو إمام للصلوات الخمس، إلى جانب تمتعهم بالقدرة البدنية والعلمية، ليكونوا رهن إشارة البعثة المغربية في الحج، وأن يحسنوا فن الخطابة، مع قدرتهم على إتقان اللهجات، لتيسير التواصل مع الحجاج من أماكن متفرقة من المغرب، إلى جانب تمتعهم بأخلاق حميدة، والاتصاف بلين المعاملة واللباقة في التعامل. ويجري اختيار المرشدين الدينيين من بين خريجي معهد تكوين الأئمة والمرشدات، الذي فتحت أبوابه منذ ثلاث سنوات، وهم من التابعين للمجالس العلمية الموزعة عبر تراب المملكة، بينما يجري اختيار المؤطرين، التابعين للأوقاف والشؤون الإسلامية من بين الفقهاء، كما يمكن أن يكون بينهم أعوان أو موظفو الأحباس، أو من الجيش، لتلبية حاجيات البعثة المغربية. ومن أبرز واجبات المرشدين الدينيين، الالتزام بتوحيد الفتوى في الحج، وحث الحجاج على أداء المناسك، وإلقاء الدروس في حضرتهم، والرد على استفساراتهم، مع احترام الضوابط، التي تضعها السلطات السعودية المتعلقة بالتفويج في رمي الجمرات، والذهاب إلى منى وعرفات، التزام المرشد بالإقامة 40 يوما مع البعثة المغربية، وعدم التخلف عن خدمة الحجاج، بمساعدتهم على إتمام جميع شعائر الحج، وحثهم على التعبد وأداء المناسك. ومن المهام الموكولة إلى المرشدين هذه السنة، تحسيس الحجاج بالمواظبة على نظافة البدن، والتقيد بقواعد السلامة والوقاية من الأمراض والأوبئة، وحثهم على عدم إنهاك جسامهم بالتجول في الأسواق للتبضع، مع تجنب ضربات الشمس، مقابل الاعتناء بالمناسك والصلوات، والاعتكاف والتعبد، والوقوف في عرفة، والطواف، والسعي، مع الانتباه إلى صحة الحاج، وإحالته على المستشفى في حال إحساسه بالإرهاق، أو إصابته بمرض، سيما مع موجة وباء أنفلونزا الخنازير. وستكون البعثة المغربية مزودة بأدوية، عبارة عن مضادات حيوية، ومسكنات للآلام والحمى، وفيتامينات، وأخرى خاصة بارتفاع الضغط الدموي.