أفادت مصادر "المغربية" أن 25 ألف معتمر مغربي، حصلوا على تأشيرة التوجه إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة لشهر رمضان المقبل، بينهم 10 آلاف مسن ومسنة، من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 65 و80 سنة، وجميعهم خضعوا لتلقيح مضاد للحمى الشوكية، والأنفلونزا الفصلية البشرية، أو ما يعرف وسط عموم المواطنين بنزلة البرد أو الزكام. وأكدت المصادر أن سفارة المملكة العربية السعودية في الرباط، لم ترفض التأشير على أي جواز سفر لمعتمر مغربي، وضمنهم الأشخاص المسنون، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، إذ تنهي جميع الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة لذلك، في ظرف يوم واحد من تسلم طلب وضع التأشيرة. وذكرت أن وزارة الصحة المغربية، ألزمت أصحاب وكالات الأسفار المغربية، خلال لقاء جمعها بممثلي وكالات الأسفار، أخيرا، بالمسارعة إلى تلقيح جميع المعتمرين والحجاج، مباشرة بعد خروج اللقاح المضاد لفيروس "إش1 إن1" المسبب لأنفلونزا الخنازير، كشرط لحصول زبنائهم على تأشيرة التوجه إلى الحرمين الشريفين، إذ يجري الإدلاء بدفتر التلقيحات مع جواز سفر المعتمر. وأوضحت أن مجموعة من وكالات الأسفار، بادرت إلى أداء واجبات التأمين على زبنائها المعتمرين، قيمتها 130 درهما عن كل شخص، تحسبا لتحمل أي خسارات مالية، بسبب احتمال إصابة معتمرين بأمراض معينة، منها الأنفلونزا، إذ خصصت لأداء مصاريف العلاج أو التشافي في المراكز الصحية أو لنقل المرضى، علما أن واجبات التأمين الصحي، كانت اختيارية لا إجبارية، بالنسبة إلى وكالات الأسفار. وقال عبد العزيز خداش، رئيس لجنة السياحة الخارجية ل "المغربية"، إن عدد المعتمرين المغاربة تراجع بنسبة 50 في المائة بالنسبة للموسم الحالي، إذ لم يتجاوز عددهم 25 ألف معتمر، موزعين على 300 وكالة للأسفار، بينما وصل عددهم إلى 40 ألف معتمر، خلال السنة الماضية. وعزا رئيس لجنة السياحة الخارجية هذا التراجع إلى تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، وانتقال فيروس "أنفلونزا الخنازير" بين بلد وآخر، وسقوط متوفين جراءه في عدد من البلدان. وقدر عبد العزيز خداش، الذي يشغل أيضا، منصب الكاتب العام ل "الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار المغربية"، حجم الخسارة الاقتصادية للمهنيين، بملايير السنتيمات، باحتساب خسارة 32 ألف درهم عن كل معتمر، تضم 10 آلاف درهم عن مصاريف النقل بالطائرة، و22 ألف درهم عن الحجز الفندقي بالسعودية، علما أنه توجد 300 وكالة للأسفار، تنظم عملية العمرة في المغرب، كل واحدة منها أنهت إجراءات الحجز لفائدة 3 آلاف معتمر محتمل لديها. وأضاف المسؤول ذاته أن مهنيي وكالات الأسفار ما زالوا ينتظرون ردود شركات الطيران المتعامل معها، بخصوص طلبهم لاسترداد قيمة حجوزات النقل بالطيران لديها، تبعا لتراجع عدد المعتمرين المغاربة، بخلاف ما كان منتظرا ومحتملا، قبل الحديث عن التأثيرات المحتملة لوباء الأنفلونزا، والأزمة الاقتصادية، على أداء مناسك الحج أو العمرة. واستبعد رئيس لجنة السياحة الخارجية تكبد المهنيين لخسارة مالية، في حالة صدور أوامر بمنع المسنين من أداء مناسك الحج، استنادا إلى المعطيات الوبائية لفيروس أنفلونزا الخنازير عبر العالم، نظرا للإمكانات المتوفرة لتعويض الأشخاص المسنين بالأشخاص الموضوعين في لائحة الانتظار، سواء لدى وكالات الأسفار أو لدى بعثة الأوقاف والشؤون الإسلامية، سيما أن نص البرقية، الذي توصلت به السفارة السعودية في الرباط، تضمن عبارة "تنصح الهيأة العليا لخبراء الصحة العالمية، المسنين، وما فوق 65 سنة، والحوامل، والأطفال دون السن 12 العدول عن الديار المقدسة"، أي دون التوصية بالمنع، نظرا لغياب معطيات صحية تحتم ذلك. وتبعا لهذا الاحتمال، كشفت مصادر متطابقة، عن أنه من المرتقب منع قرابة 14 ألف حاج مغربي من أداء مناسك الحج، من المسجلين لدى البعثة الخاصة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسيجري تعويضهم بالموجودين في لائحة الانتظار، علما أن عدد الحجاج المسجلين لديها، بلغ 26 ألف حاج، 45 في المائة منهم من المسنين، لتفادي أي خسارة مالية بعد أداء مصاريف إقامتهم في السعودية، ونقلهم الجوي إليها.